للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦٥٤ هـ (١)، أرسل الخليفة المستعصم (٢) من حاسب الناصر داود على ما وصله في تردده إلى بغداد من المضيف مثل: اللحم والخبز والحطب والعليق والتبن وغير ذلك، وثمن عليه بأغلى الأثمان (٣)، وأرسل إليه شيئا نزرا، وألزمه أن يكتب خطه بقبض وديعته وأنه ما بقي يستحق عند الخليفة شيئا، فكتب خطه بذلك (٤) كرها وسار عن بغداد وأقام مع العرب، ثم أرسل إليه الناصر يوسف صاحب دمشق فطيب قلبه وحلف له، فقدم إلى دمشق وأقام بالصالحية (٥)، وكانت وفاة داود في ليلة السبت السادس والعشرين من جمادى الأولى سنة ٦٥٦ هـ (٦)، بالطاعون بظاهر دمشق في (٧) قرية يقال لها البويضا (٨)، ومولده في سنة ٦٠٣ هـ (٩)، وكان عمره نحو ثلاث وخمسين سنة، ومات بعد محن كثيرة حصلت له، ودفن بالصالحية في تربة والده المعظم عيسى (١٠).

وفي هذه السنة وهي سنة ٦٥٦ هـ (١١)، استولى التتر (١٢)، على بغداد (١٣)،


(١) ٦٥٤ هـ/ ١٢٥٦ م.
(٢) المستعصم أ ب هـ: المعتصم ج: - د حاسب أ ب هـ: جانب ج: - د ما ب ج د هـ: - أ.
(٣) بأغلى ب ج: أغلا أ ب: - د.
(٤) ينظر: ابن الوردي ٢/ ٢٧٩؛ المقريزي، السلوك ٢/ ٤١٢: ١؛ العيني ١/ ١٢٠.
(٥) بذلك أ ب هـ: - ج د.
(٦) ٦٥٦ هـ/ ١٢٥٨ م.
(٧) في أ ج هـ: - ب د.
(٨) البويضا؛ قرية قبلي دمشق، ينظر: أبو شامة، الذيل ٢٠٠؛ ابن الوردي ٢/ ٢٨٢؛ الكتبي ١/ ٤٢٦؛ ابن طولون، القلائد ١/ ٢٢٢.
(٩) ٦٠٣ هـ/ ١٢٠٦ م.
(١٠) شرف الدين عيسى بن العادل. حنفي المذهب، أديبا فقيها، ولد بالقاهرة سنة ٥٧٦ هـ/ ١١٨٠ م، وتوفي سنة ٦٢٤ هـ/ ١٢٢٦ م، وقد حكم تسع سنين استقلالا بعد وفاة أبيه، ينظر: أبو شامة، الذيل ١٥٢؛ ابن خلكان ١/ ٣٩٦؛ ابن واصل ٤/ ٢٠٨؛ الذهبي، العبر ٣/ ١٩٤؛ ابن الوردي ٢/ ٢٢٠؛ العيني ١/ ١٩٨؛ الزبيدي ٥١؛ ابن تغري بردي، النجوم ٦/ ٢٦٩؛ ابن طولون، القلائد ١/ ٢١٩؛ ابن العماد ٥/ ١١٥.
(١١) ٦٥٦ هـ/ ١٢٥٨ م.
(١٢) التتار، التتر، Tatars: قبيلة مغولية استقرت بعد القرن الخامس للميلاد في منغوليا الشرقية ومنشوريا الغربية وشكلت جزءا من قوات جنكيز خان التي اجتاحت أوروبا الشرقية في مطلع القرن الثالث عشر، وخلال القرن الرابع عشر دخل التتار الإسلام، ويبلغ عددهم نحو خمسة ملايين نسمة في جمهورية التتار السوفياتية وفي شمال القوقاز، وشبه جزيرة القرم، وبعض من سيبيريا ولهم تواجد في رومانيا وبلغاريا وتركيا والصين، ينظر: هوتسما، تتر ٤/ ٥٧٦.
(١٣) بغداد: تقع في أوسط العراق على ضفتي نهر دجلة، عند النقطة التي يقترب فيها أكثر ما يكون الاقتراب من نهر الفرات، أسسها المنصور الخليفة العباسي عام ١٤٥ هـ/ ٧٦٢ م وهي الآن عاصمة -

<<  <  ج: ص:  >  >>