للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نفس، وولي الأمير ناصر الدين محمد بن أيوب نيابة القدس الشريف، وهو بغزة عوضا (١) عن جار قطلي وألبسه كاملية خضراء بفرو سمور، ودخل إلى القدس في نهار الجمعة حادي عشر الشهر المذكور، وعلى يده المرسوم الشريف التحقت بولاية بخط قاضي القضاة قطب الدين الخضيري (٢) الشافعي قاضي دمشق، ووصل السلطان إلى مدينة حلب، وتوجه للفرات، وحصل له توعك في السفر، وعاد إلى دمشق وهو متوعك، ثم عوفي وعاد إلى القاهرة، ولم يقدر له دخول بيت المقدس، وكان دخوله إلى القاهرة في يوم الخميس رابع شهر شوال، وكان يوما مشهودا لدخوله.

وفيها استقر الخطيب أبو الحرم محمد شيخ الإسلام تقي الدين أبي بكر بن القلقشندي في نصف خطابة المسجد الأقصى الشريف، عوضا عن الخطيب محب الدين بن جماعة، وهو النصف الذي كان استقر فيه، ووقع فيه ما تقدم شرحه في حوادث سنة ثمان وسبعين وثمانمائة، وخطب بالمسجد الأقصى في يوم الجمعة ثامن عشر جمادى الآخرة وقرأ في أول (٣) ركعة (٤): ﴿وَلَمّا فَتَحُوا مَتاعَهُمْ وَجَدُوا بِضاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ﴾ (٥) وقرئ توقيعه، وتوجه إلى منزله وأعلام المسجد حوله، ومشى الناس في خدمته، وكان يوما مشهودا، واستقر الشيخ جمال الدين عبد الله بن غانم شيخ في مشيخة الحرم وفي جميع مشيخة الخانقاه الصلاحية (٦)، عوضا عن القاضي برهان الدين بن ثابت، وكيل السلطان بحكم وفاته، وعن الخطيب (٧) محب الدين بن جماعة بحكم عزله، فإن ابن ثابت هو الذي كان قائما بنظام الخطيب محب الدين بن جماعة، وعضده في تولية نصف الخطابة ونصف مشيخة الخانقاه.

ثم استقر ابن ثابت في النصف الثاني من مشيخة الخانقاه كما تقدم ذكره، فلما توفي في أوائل سنة ٨٨٢ هـ (٨) بعد محن حصلت له، سعى الخطيب أبي الحرم في نصف الخطابة وشيخ الحرم في جميع مشيخة الخانقاه (٩) الصلاحية، وأعانهما


(١) عوضا عن جارقطلي … ووصل إلى مدينة حلب أ ب ج هـ: - د.
(٢) الخضيري أ ج هـ: الخضري ب: - د.
(٣) في أول ب ج هـ: - أ.
(٤) ركعة أ ب ج د: الركعة هـ.
(٥) يوسف، الآية: [٦٥].
(٦) الصلاحية ب ج د هـ: الصلاحي أ.
(٧) وعن الخطيب محب الدين بحكم عزله … بمقتضى ثبوت عزل مستخلفه أ ب ج هـ: - د.
(٨) ٨٨٢ هـ/ ١٤٧٧ م.
(٩) الخانقاه أ ب هـ: - ج د وأعانهما أ ب هـ: وأعادتها ج د.

<<  <  ج: ص:  >  >>