للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العزيز بن يعقوب أعز الله به الدين، وأمتع ببقائه الإسلام والمسلمين، ودعي له على منبر بيت المقدس، وغيره من منابر الإسلام.

وفيها جدد عمل الرصاص على ظاهر الجامع الأقصى، وفك الرصاص القديم، ثم ركب ولم يكن كالأول في حسن الصناعة والاتقان، وكان الصانع له رجلا من الروم، ثم قصد ناظر الحرمين ناصر الدين محمد بن النشاشيبي أن يفك الرصاص من ظاهر قبة (١) الصخرة ويجدده كما فعل بالجامع الأقصى، فمنعه الشيخ جمال الدين بن غانم شيخ الحرم، وقام في ذلك أعظم قيام، وكان توفيقا من الله تعالى، فإن الرصاص القديم الموجود إلى الآن أولى وأحسن من المستجد الذي عمل بالأقصى.

وفيها استقر الأمير سنطباي (٢) البجاسي بنيابة السلطنة الشريفة بالقدس الشريف، عوضا عن الأمير ناصر الدين محمد بن أيوب، ودخل متسلمه إلى القدس في يوم السبت سادس عشر رجب، وقرئ توقيعه يوم الجمعة.

وفيها توجه القاضي (٣) فتح الدين بن الأسيل الشافعي قاضي القدس إلى الحجاز الشريف خفية من حيث لم يعلم الناس بحاله، فإنه أظهر أنه متوجه إلى نابلس في شهر رمضان، فتوجه إليها، ثم توجه من نابلس إلى بلد الخليل، ، وسافر صحبة الحجاج وهو مستمر على الولاية، وشغرت الوظيفة عنه من شهر رمضان سنة ٨٨٤ هـ إلى آخر سنة ٨٨٥ هـ، ولم يكن بالقدس إذ ذاك حاكم مالكي ولا حنبلي، وانفرد القاضي شمس الدين الديري الحنفي بالحكم في مدينة القدس، مدة سنة كاملة إلى أن ولي الحنبلي، ودخل إلى القدس في ثامن عشر (٤) شهر شعبان سنة ٨٨٥ هـ، وكان القاضي الحنفي كلما احتاج الأمر (٥) إلى مسألة خلافية استخلف فيها من أهل ذلك المذهب.

وفيها - أعني سنة ٨٤ هـ - حج السلطان الملك الأشرف قايتباي إلى بيت الله الحرام، وزار قبر (٦) النبي، ، في الذهاب، وأقام بالمدينة الشريفة أربعة أيام، ثم


(١) قبة ب ج د هـ: القبة أ.
(٢) سنطباي البجاسي أ ب ج د: النجاشي د: - هـ.
(٣) وفيها توجه القاضي فتح الدين ابن الأسيل الشافعي … استخلف فيها من أجل ذلك المذهب أ ب ج هـ: - د.
(٤) ثامن عشر أ ب: ثاني عشر ج هـ.
(٥) كلما احتاج ب ج هـ: كما الاحتاح أ.
(٦) قبر أ: - هـ ب ج د.

<<  <  ج: ص:  >  >>