للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بركة المرجيع ونصب مخيمه هناك لعمارة (١) البرك، فأشرع في العمل بنفسه وعسكره، وفي يوم الثلاثاء ثاني عشر شعبان، حضر الأمير ناصر الدين بن أيوب من مدينة حلب إلى القدس الشريف.

وفيها استقر القاضي زين الدين عبد الباسط بن القاضي بدر الدين محمد الجعفري النابلسي الحنبلي في قضاء الحنابلة بالقدس الشريف، بلد سيدنا الخليل، ، والرملة ونابلس، بعد شغور قضاء القدس عن أخيه القاضي كمال الدين من سنة ٨٨٢ هـ كما تقدم، وألبس القاضي فخر الدين بن نسيبة كاملية على فرو (٢) سمور، وأذن له في السفر، فتوجه هو والقاضي زين الدين عبد الباسط الحنبلي من القاهرة ودخل إلى القدس الشريف في يوم الاثنين ثامن (٣) شعبان وكل منهما لابس خلعة، وقرئ توقيع القاضي في يوم الجمعة ثاني عشر شعبان.

وفيها في شهر رمضان ورد الخبر إلى القدس الشريف أن الأمير يشبك الدوادار (٤) الكبير قتل في التجريدة في مملكة الشرق، وأشاع ذلك رجل اسمه يحيى ابن جرار الفطايس (٥)، فبلغ النائب الأمير محمد بن أيوب ذلك فطلب يحيى المذكور وضربه بالمقارع لكونه أشاع ذلك، ثم تواترت (٦) الأخبار بقتله وصحت، وأرّخ يوم قتله فكان في ذلك اليوم الذي تحدث فيه الناس بالقدس الشريف، فكان قتله في أرض الرها (٧) من ملك العجم.

وفيها وقعت فتنة بالقدس الشريف سببها أن الأمير ناصر الدين بن أيوب نائب القدس الشريف قبض على جماعة من بني زيد وقتلهم، فحضر إلى القدس جمع كبير من جماعة المقتولين وعصبتهم، وهجموا على المدينة في يوم الاثنين ثاني عشر (٨) شوال، فعلم بهم النائب فركب من منزله وتوجه إلى نحو باب الأسباط فأدركه القوم وقصدوه، فدخل وهو راكب إلى المسجد الأقصى من باب الأسباط واستمر راكبا إلى أن خرج من باب المغاربة، وكسر باب السجن، وهجم العشير إلى داخل


(١) لعمارة ج هـ: بعمارة أ ب: - د العمل أ ب: العمارة هـ: - ج د.
(٢) فرو ج هـ: - أ ب د.
(٣) ثامن أ: ثاني ب: ثامن عشر ج هـ: - د.
(٤) الدوادار أ ج: الدويدار ب هـ: - د.
(٥) الفطايس أ ب ج د: الغطات هـ.
(٦) تواترت ب ج د هـ: تواتر أ.
(٧) الرها: مدينة بالجزيرة بين الموصل ودمشق بينهما ستة فراسخ، ينظر: الحموي، معجم البلدان ٣/ ١٢٠؛ الحميري ٢٧٣.
(٨) ثاني عشر أ د: ثاني عشري ب ج هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>