للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها في أواخر ربيع الأول حصل للسلطان عارض، وهو أنه ركب فرسا في الحوش بالقلعة فرماه ووقع فوقه فكسر فخذ السلطان، واستمر نحو شهرين، وانزعجت المملكة لذلك، ثم عوفي ولله الحمد وزينت مدينة القدس الشريف وغيرها من البلاد لعافيته.

وفيها عزل القاضي زين الدين عبد الباسط الحنبلي من قضاء القدس الشريف، وبلد سيدنا الخليل، ، ونابلس، وكان بروز الأمر بعزله في رابع عشري ربيع الآخر، وورد علم ذلك إلى بيت المقدس في العشر الأول من جمادى الأولى، وخرج مختفيا في ليلة خامس عشر الشهر المذكور، بعد محن حصلت عليه من الشكاوى الواقعة عليه إلى دوادار السلطان وهو بمخيمه بأرض اللجون (١)، وانحراف نائب القدس عليه، وغيره من الأكابر والأعيان ببيت المقدس، والله الموفق.

وفيها في يوم السبت سابع عشر رجب حضر الأمير أقبردي الدوادار (٢) الكبير إلى القدس الشريف، بعد فراغه من المهم السلطاني، وقصده التوجه إلى الأبواب الشريفة، وفرش له نائب القدس (٣) الأمير جانم الشقق الحرير، ونثر على رأسه الفضة، وأوقد له المسجد الأقصى، وقدم له النائب عشرين فرسا وقطار بغال (٤)، وعمل له سماطا (٥) عظيما، فخلع عليه وعلى الأمير قانصوه اليحياوي نائب الشام، وسافر من القدس الشريف عشية يوم الأحد، وتوجه إلى بلد سيدنا الخليل، ، للزيارة، ثم توجه إلى مدينة غزة، وأقام بها مدة يسيرة، ثم توجه إلى الديار المصرية.

وفيها في أواخر شعبان، حضر سيدنا ولي الله تعالى الشيخ شمس الدين أبو العون محمد الغزي القادري الشافعي، نزيل جلجوليا، أعاد الله (٦) علينا من بركاته إلى القدس الشريف زائرا، ثم توجه لزيارة سيدنا الخليل، ، وكان السماط قد قطع مدة أيام، فلما قدم إلى بلد الخليل تلقاه الفقراء والفقهاء ودخلوا معه بتلاوة القرآن والذكر وأعيد السماط ببركته، ثم عاد إلى القدس الشريف في سلخ


(١) اللجون: قرية في قضاء جنين وكانت ولاية من ولايتي مرج بني عامر، وتعد قاعدة المرج، وسكانه من صف يمن، ينظر: أبو حمود ١٨٥؛ عطا الله، هـ ٢٠٢.
(٢) الدوادار الكبير أ ب: - ج د هـ.
(٣) نائب القدس ب: النائب أ ج هـ: - د.
(٤) قطار بغال: مجموعة من البغال تربط بالتتابع خلف بعضها ولا يقل عددها عن ثلاثة.
(٥) سماطا ب د هـ: سماط أ: - د.
(٦) الله ب هـ: - أ ج د.

<<  <  ج: ص:  >  >>