للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورمش إلى القدس في يوم الخميس ثالث عشر شهر ذي الحجة، وقرأ المرسوم الشريف بالكشف على النائب، فعقد له عدة مجالس، بعضها وأولها عقب صلاة الجمعة رابع عشري ذي الحجة، بمحراب المسجد الأقصى الشريف، ثم تكرر عقود المجالس في عدة أماكن (١) بعضها بالمجمع الكائن أسفل المدرسة الأشرفية، وبعضها على المصطبة الكائنة عند باب جامع المغاربة، وبعضها بالمدرسة الأشرفية، وبعضها بالمدرسة العثمانية، وأكثر الناس من الشكوى عليه، وكتبت القصص في حقه، وحضر أهل مدينة سيدنا الخليل، ، بأعلام المسجد الشريف والطبلخانة، وأقيمت الغوغائية واستمر الأمر على ذلك أكثر من عشرة أيام، وكانت أياما مهولة مزعجة، ثم كتب (٢) الجواب للسلطان بما صدر من الكشف على النائب، وما هو مرتكبه من الظلم وسوء السيرة، وكتب العلماء والقضاة بالمدينتين على المحضر ليعرض (٣) على السلطان، ومما وقع أن القاضي المالكي بالقدس الشريف، شرف الدين يحيى المغربي الأندلسي كان في باطن الأمر يساعد النائب ويلطف أمره، فلما وقع الكشف ورد على ناظر الحرمين ناصر الدين بن النشاشيبي مطالعة المقر الزيني أبي بكر بن مزهر كاتب السر الشريف، يعلمه أنه اتصل بالمسامع الشريفة أن القاضي المالكي بالقدس كانت سيرته أولا حسنة، وكان يباشر بعفة، ثم ساءت سيرته، وشرع يأخذ الرشوة، وقد اقتضت الآراء الشريفة عزله ومنعه من تعاطي الأحكام، فالمخدوم يعلمه بذلك ويمنعه من تعاطي الأحكام، مؤرخ في أواخر ذي القعدة، فلما وصلت المطالعة لناظر الحرمين كتم أمرها حتى يفرغ أهل الكشف على النائب، ثم يتلطف في عود الجواب من القاضي، والسعي في إعادته.

فلما كان في يوم الأحد سادس عشر شهر ذي الحجة، عقد مجلس الكشف بالمدرسة العثمانية، وجلس الأمير (٤) تغري ورمش، وناظر الحرمين، وشيخ الإسلام الكمالي، وشيخ الإسلام النجمي، والقضاة ومن جملتهم المالكي، فأذّن العصر فقام القاضي المالكي ليصلي، والناس جالسون (٥) خلفه، فوقع كلام من الناظر عرض فيه بذكر القاضي المالكي، وأنه يساعد النائب في أمره، وأنه يأخذ الرشوة، وكان


(١) أماكن أ: مجالس ب ج د هـ.
(٢) ثم كتب … ليعرض على السلطان ب د ج: - أهـ.
(٣) ليعرض أ ج هـ: ليحضر ب: - أ ومما وقع أن القاضي المالكي … من اختلال النظام والله المدبر أ ب د: - ج هـ.
(٤) الأمير ب: الأمير أ: - ج د هـ.
(٥) جالسون أ: جلوس ب: - ج د هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>