للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بين المسلمين والنصارى بسببه، وكان تارة يأخذه المسلمون وتارة يسترجعه النصارى، ولم يزل (١) أمره في تخبيط إلى زمن الملك الظاهر جقمق، فرفع أمره إليه وكان من أمره ما تقدم شرحه في ترجمته في سنة ٨٥٦ هـ، واستقر قبر داود من ذلك التاريخ بأيدي المسلمين بمرسوم الملك الظاهر جقمق وبنى به قبلة إلى جهة الكعبة المشرفة، بالقبو المذكور محراب موجه إلى جهة صخرة بيت المقدس وبه صفة قبر يقال: أنه قبر داود، ، وولي النظر (٢) عليه الشيخ يعقوب الرومي الحنفي عالم الحنفية بالقدس الشريف، وكتب له مربعات حبسية (٣) (٤) من الملك الأشرف إينال والملك الظاهر خشقدم، بمرتب يصرف للمكان المذكور، واستمر بأيدي المسلمين إلى عصرنا من غير منازع، وتحرر أمر ذلك على الصفة المذكور، ولم يتبين (٥) للنصارى ما يقتضي استحقاقهم له، ولا ما يسوغ انتزاعه من المسلمين، فعند ذلك جلس مشايخ الإسلام والقضاة والأعيان بالقبو المذكور وقرأوا القرآن (٦)، وذكروا الله تعالى ومدح النبي ، وكان يوما مشهودا أعز الله فيه الإسلام وأعلى كلمة الإيمان، وقمع عبدة الصلبان، فلله الحمد والمنة.

ثم انصرف الناس إلى داخل المدينة للكشف على النائب، وحصل الاتفاق مع النصارى أنهم في اليوم الثاني وهو نهار (٧) الأحد يهدمون ما أحدثوه من بناء القبة المذكورة، وانفصل الأمر على ذلك، فلما دخل (٨) الناس إلى المدينة ورد الخبر أن السلطان قدم إلى مدينة الرملة ونصب خيامه بها، فاضطرب الناس لذلك وشرع الناس (٩) من الأعيان والأكابر في التأهب للقاء السلطان، وبقي الخلق في هوج وموج فأشار شيخ الإسلام الكمالي بن أبي شريف بالمبادرة إلى هدم القبة المذكورة قبل التوجه إلى لقاء السلطان خشية من عارض يحدث.

ثم ركب بنفسه وتوجه وصحبته الخاصكي والنائب والقضاة والجمع الغفير،


(١) ولم يزل ب ج د هـ: - أ.
(٢) النظر أ ب ج د: - هـ الرومي أ ب ج د: - هـ.
(٣) الحبس هو الوقف: وسميت مربعات حبسية لأنها تكتب في قطع مربعة الشكل، ينظر: ابن منظور ٦/ ٤٥؛ العمري، التعريف ١٢٦.
(٤) حبسية ج هـ: حسته أ: حسبه ب: مطموسة في د.
(٥) يتبين أ ب: يثبت ج د هـ.
(٦) القرآن أ ب: ختمات ج د هـ.
(٧) نهار أ ب: يوم د: - ج هـ.
(٨) دخل أ ب ج د: وصل هـ الناس ب ج د هـ: - أ.
(٩) وشرع الناس … هوج وموج أ ب: - ج د هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>