للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدين بن جماعة، وأنعمت عليه الصدقات الشريفة باستقرارهم في ذلك بمال بذلوه (١)، وكان ارتفاع الوباء من القدس الشريف في أواخر شهر شوال بعد إقامته بها نحو أربعة أشهر وعشرة أيام، وبلغ عدد الأموات بالقاهرة المحروسة في كل يوم من عشرين ألفا، وبدمشق في كل يوم ثلاثة آلاف وبحلب في كل يوم ألف وخمسمائة، وبغزة في كل يوم نحو أربعمائة، وبالرملة في كل يوم نحو مائة وعشرين، ولم يمكث في بلد من البلاد أكثر من بيت المقدس، فسبحان من يتصرف في عباده بما يشاء.

وفيها استقر قاضي القضاة عز الدين عبد العزيز بن قاضي القضاة شمس الدين محمد الديري الحنفي في وظيفة قضاء الحنفية بالقدس الشريف، عوضا عن القاضي شهاب الدين ابن المهندس، واستقر قاضي القضاة كمال الدين أبو البركات محمد بن الشيخ شمس الدين محمد بن الشيخ خليفة بن المالكي في وظيفة قضاء المالكية، بعد شغورها عن القاضي شمس الدين بن الأزرق، المتقدم ذكره في السنة الماضية، ووصلت الولاية إليهما معا على يد سعد الدين قاصد المقر البدري ابن مزهر (٢) كاتب السر الشريف في صبيحة يوم الخميس خامس عشر شوال، وحصل الجمع بين يدي شيخ الإسلام الكمالي بن أبي شريف بالمدرسة الأشرفية بعد صلاة العصر (٣) من اليوم المذكور، وقرئ توقيع كل منهما بين يديه بحضور قضاة الشرع الشريف، وجماعة من طلبة العلم الشريف الخاص والعام، فكان تاريخ توقيع القاضي (٤) المالكي خامس عشري رمضان، وتوقيع الحنفي (٥) خامس شهر شوال، ثم في يوم الجمعة بعد صلاة الجمعة قرئ كل من التوقيعين بالمسجد الأقصى الشريف.

وفيها حج إلى بيت الله تعالى الحرام سيدنا ولي الله الشيخ شمس الدين الغزي أبو العون، المقرئ القادري الشافعي، نزيل جلجوليا في يوم السبت سابع عشر شوال أعاد الله علينا من بركاته، ونفعنا ببركته، وعلومه وصالح دعواته، فدخل إلى القدس الشريف في التاريخ المذكور من جلجوليا (٦) في يوم السبت سابع عشر شوال، وتوجه من القدس الشريف إلى بلدة سيدنا الخليل، ، قاصدا مكة


(١) بمال بذلوه ب هـ: - أ ج د.
(٢) ابن مزهر كاتب السر الشريف … ولم يثبت في وجهه أحد منهم أ ب هـ: - ج د.
(٣) بعد صلاة العصر … قضاة الشرع الشريف أهـ: - ب ج د.
(٤) القاضي ب هـ: - أ ج د.
(٥) وتوقيع الحنفي خامس عشر رمضان أهـ: - خامس شهر شوال ب د: - ج.
(٦) من جلجوليا في يوم السبت سابع عشر شوال د هـ: - أ ب ج.

<<  <  ج: ص:  >  >>