للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كشف الرملة وانتزعه من نائب غزة فتأكدت العداوة بينهما، وكان نائب غزة يسلط العرب والمفسدين ويغريهم على نائب القدس، ويحرضهم على الفساد في معاملته، قصد بذلك التشنيع عليه، فلما وقع ما ذكر من هذه الفتنة القبيحة وسطرت هذه المحاضر بشرح الحال، وجهزت للسلطان، كتب نائب غزة إلى السلطان يشكي من الأمير جان بلاط بكلمات مهملة لا حقيقة لها، فبرز أمر السلطان بتجهيز السيفي قانصوه الساقي (١) الخاصكي وعلى يده مراسيم شريفة لشيخ الإسلام الكمالي بن أبي شريف، وقضاة غزة والقدس والرملة، بالتوجه إلى حيث المكان الذي وقعت به الفتنة وتحرير ذلك، وإعادة الجواب على المسامع الكريمة الشريفة، فتوجه شيخ الإسلام المشار إليه وصحبته قضاة القدس الشريف إلى الرملة في يوم الأربعاء عشر شهر رمضان، واجتمع به الخاصكي وقضاة الرملة وتوجهوا إلى قريتي (٢) تل الجزر وخلدا، وحرروا الأمر في ذلك، فتبين لهم أن الحق بيد نائب القدس، وأن القتل والفتنة كانا في معاملته بأرض الرملة، وحضر قضاة غزة إلى تل الصافي (٣) (٤) بأطراف معاملة غزة، وامتنعوا من الحضور إلى الرملة والاجتماع بشيخ الإسلام وقضاة القدس والرملة، وأظهروا التعصب لنائب غزة، فكتب شيخ الإسلام وقضاة القدس والرملة محضرا وكتبوا خطوطهم عليه بما يقتضي أن الحق بيد نائب القدس وناظر الحرمين، ثم كتب قضاة غزة محضرا بما اختاروا وملخصه أن نائب القدس هو المعتدي بدخوله معاملة غزة، وجهز كل من المحضرين للسلطان وعاد شيخ الإسلام وقضاة القدس إلى أوطانهم في يوم الثلاثاء سادس عشر رمضان، وحضر الخاصكي (٥) إلى القدس الشريف للزيارة، ودخل بخلعة السلطان في شهر (٦) رمضان وحضر عيد الفطر بالقدس، وتوجه لزيارة سيدنا الخليل، ، ثم توجه إلى مدينة غزة ليقيم بها لانتظار الجواب بما يرد عليه من المراسيم الشريفة.

فلما كان العشر الثالث من شهر شوال ورد مرسوم السلطان إلى شيخ الإسلام الكمالي بن أبي شريف الشافعي، ومرسوم مطلق لقضاة غزة والقدس الشريف،


(١) الساقي أ ب: الشافعي د هـ: - ج.
(٢) قريتي ب د هـ: قرية أ: - ج.
(٣) تل الصافية (تل الصافي) قرية فلسطينية تقع في الشمال الغربي من الخليل، ينظر: الدباغ ٩/ ٢٩٦؛ أبو حمود ٤٥.
(٤) إلى تل الصافي أ ب: بالتل الصافي د.
(٥) الخاصكي … وحضر ب د هـ: - أ ج.
(٦) في شهر د: بشهر أ ب هـ: - ج.

<<  <  ج: ص:  >  >>