للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثمنه (١)؟ قالوا: وأنّي لنا بثمنه، قال: تسمّون الله إذا أكلتم وتحمدونه إذا فرغتم. قالوا: سبحان الله! لو كان ينبغي لله أن يتخذ خليلا من خلقه لا تخذك خليلا يا إبراهيم، فاتخذ الله إبراهيم خليلا (٢).

وقيل: إن الملائكة لما رأت ازدياد إبراهيم، ، في الخير، وإقبال الدنيا عليه، ولم يشغله ذلك عن الله طرفة عين، عجبت (٣) من ذلك، وقالت: إن ظاهره حسن، وإنه لا يؤثر على ربه شيئا (٤) فهل هو في قلبه هكذا؟ فعلم الله منهم قبل ما تكلموا به (٥) فأمر ملكين من أجلاء الملائكة، وقيل: إنهما جبريل وميكائيل، ، أن ينزلا عليه ويستضيفانه (٦)، ويذكراه بربه، ويرفعا صوتهما عنده بالتسبيح والتقديس لله تعالى، فنزلا على صورة بني آدم فسألاه الإذن لهما بالمبيت، عنده فأذن لهما، وأكرم نزلهما، ورفع محلهما، فلما كان في [١٣/ أ] بعض الليل، وهو يسامرهما (٧)، إذ رفع أحدهما صوته، وقال: سبحان ذي الملك والملكوت، ثم رفع الآخر صوته وقال: سبحان الملك القدوس، بصوت لم يسمع مثله. قال: فأغمي على إبراهيم، ، ولم يملك نفسه من الوجد والطرب، ثم أفاق بعد ساعة، وقال لهما: أعيدا عليّ ذكركما، فقالا (٨): لا نفعل حتى تجعل لنا شيئا معلوما، فقال لهما (٩): خذا ما تختارا من مالي، فقالا له:

أعطيناما شئت، فقال: لكما جميع مالي من الغنم، وكان شيئا كثيرا فرضيا بذلك، ثم رفعا صوتهما، وقالا كالأول (١٠)، فأغمي عليه، فلما أفاق وعلم أنهما لا يقولون شيئا إلا بمعلوم قال لهما: لكما جميع مالي من البقر، فرضيا وأعادا، ولم يزالا يكرران عليه الذكر ويتجلى ويستغرق (١١) في لذاته حتى أعطاهما جميع موجوداته من ماله وأهله، ولم يبق إلا نفسه، فباعها لهما، ورضي أن يكون في رقهما، وجعل في


(١) بثمنه أ ج د هـ: ثمنه ب.
(٢) لأتخذك خليلا يا إبراهيم أ ج: لا تخذك يا إبراهيم خليلا ب د هـ.
(٣) عجبت أ د هـ: تعجبت ب ج.
(٤) شيئا أ ب ج د: - هـ.
(٥) ما تكلموا أ ب ج د: مقالتهم هـ.
(٦) ويستضيفانه أ د هـ: يستضيفاه ب ج.
(٧) يسامرهما أ ج هـ: يستضيفاه ب ج.
(٨) فقالا أ ج: + له ب: فقال د هـ لا نفعل أ ج د هـ: إنا لم نفعل ب.
(٩) لهما أ ج د: - ب هـ.
(١٠) كالأول أ ج د هـ: كالأولى ب.
(١١) ويستغرق أ ج د هـ: وهو يستغرق ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>