للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والوقار، والذي عمر المسجد والدهليز (١) الأمير أبو السعيد سنجر الجاولي (٢) ناظر الحرمين الشريفين ونائب السلطنة، فعرف هذا المسجد بالجاولية، وهو من العجائب قطع في جبل، ويقال: إنه كان مقبرة يهود على هذا الجبل فقطعه الجاولي وجوفه وبنى السقف عليه والقبة، وهو مرتفع على اثنتي (٣) عشرة سارية قائمة في وسطه، وفرش أرض المسجد وحيطانه وسواريه بالرخام، وعمل شبابيك حديد على آخره من جهة الغرب، وهذا المسجد طوله قبلة (٤) بشام ثلاثة وأربعون ذراعا، وعرضه شرقا بغرب خمسة وعشرون ذراعا بذراع العمل، وكان الابتداء في عمارة هذا المسجد في ربيع الآخر سنة ثماني عشرة، وانتهت العمارة في ربيع الآخر سنة عشرين وسبعمائة (٥) في دولة الملك الناصر محمد بن قلاوون، ومكتوب في حائطه أن سنجر عمر ذلك من خالص ماله لم ينفق عليه شيئا من مال الحرمين الشريفين، رحمه الله تعالى (٦).

وبجوار المسجد الجاولي من جهة القبلة المطبخ الذي يعمل به الجريشة (٧) للمجاورين والواردين وعلى باب المطبخ تدق الطبلخانات في كل يوم بعد العصر عند تفرقة السماط الكريم.

وهذا السماط من عجائب الدنيا يأكل منه أهل البلد والواردين (٨)، وهو خبز يعمل في كل يوم، ويفرق في ثلاثة أوقات بكرة النهار وبعد الظهر لأهل المدينة وبعد العصر تفرقة عامة لأهل البلد، والواردين، ومقدار ما يمل فيه من الخبز كل يوم أربعة عشر ألف رغيف، ويبلغ إلى خمسة عشر ألف رغيف في بعض الأوقات (٩).

وأما سعة وقفه: فلا تكاد تنضبط، ولا يمتنع من سماطه الكريم (١٠) أحد لا


(١) المسجد والدهليز أ ج د هـ: الدهليز والمسجد ب.
(٢) أبو سعيد سنجر الجاولي: الأمير علم الدين الجاولي كان نائبا للشوبك، ثم نقل منها وجعل أميرا ثم نائبا وولي بلد الخليل والقدس ونابلس وقافون والرملة وهو الذي عمر الجامع في بلد الخليل وعمر حماما ومدرسة وجامعا في غزة وتوفي سنة ٧٤٥ هـ/ ١٣٤٤ م، ينظر: الصفدي ١٥/ ٤٨٣؛ ابن العماد ٦/ ١٤٢؛ عطا الله: ٢٨٠ - ٢٨٣.
(٣) اثنتي أ ج د هـ: اثني ب.
(٤) قبلة أ ج د هـ: من القبلة ب.
(٥) ٧٣٠ هـ/ ١٣٢٠ م.
(٦) رحمه الله تعالى أ ج د هـ: - ب.
(٧) الجريشة أ د: الدشيشة ب هـ: الجشيشة ج الطبلخانات أهـ: الطبلخانة ب ج د.
(٨) والواردين أ ج هـ: والواردون ب د وهو خبز … والواردين أ ب ج د: - هـ.
(٩) في بعض الأوقات أ ج د هـ: + إذا كان عندهم زائر ب.
(١٠) ولا يمتنع من سماطه الكريم أ د: وأما سماطه الكريم فإنه لا يمنع منه ب هـ: ولا يمنع سماطه -

<<  <  ج: ص:  >  >>