للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله وسلامه عليهم أجمعين، وأمه سارة حملت به في الليلة التي خسف الله تعالى بقوم لوط فيها، وولدته ولها من العمر تسعون سنة، ومن ولده الروم واليونان والأرمن ومن يجري مجراهم بنو إسرائيل. وكان إبراهيم، صلوات الله عليه (١)، يضيف من نزل به، وقد أوسع الله تعالى عليه وبسط له في (٢) الرزق والخدم.

فلما (٣) أراد الله هلاك قوم لوط، أمر رسله من الملائكة أن ينزلوا بإبراهيم، فيبشروه (٤) هو وسارة بإسحاق ومن وراء إسحاق بعقوب، فلما نزلوا على إبراهيم، ، كان الضيف قد حبس عنه خمسة عشر يوما حتى شق ذلك عليه، وكان لا يأكل إلا مع الضيف ما أمكنه، فلما رآهم على صورة الرجال سرّ بهم، ورأى أضيافا لم يضفه مثلهم حسنا وجمالا. فقال: لا يخدم هؤلاء القوم إلا أنا، فخرج إلى أهله فجاء بعجل سمين حنيذ (٥)، وهو المشوي بالحجارة، فلما رأى أيديهم لا تصل إلى العجل أنكرهم وأوجس منهم خيفة، وذلك أنهم كانوا إذا نزل بهم ضيف فلم (٦) يأكل من طعامهم، ظنوا أنه لم يأت (٧) بخير وإنما جاء بشر، قالوا: لا تخف يا إبراهيم إنا ملائكة الله تعالى، أرسلنا إلى قوم لوط، وامرأته (٨) سارة قائمة من وراء الستر تسمع كلامهم، وإبراهيم جالس معهم، فضحكت لزوال الخوف عنها وعن إبراهيم (٩) حين قالوا (١٠): لا تخف، وقيل:

فضحكت بالبشارة.

وقال ابن عباس ووهب: فضحكت تعجبا من أن يكون (١١) لها ولد على كبر سنها وسن زوجها وعلى هذا القول تكون الآية على التقديم والتأخير تقديره:

﴿وَامْرَأَتُهُ قائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ (٧١) قالَتْ يا وَيْلَتى أَ أَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهذا بَعْلِي شَيْخاً﴾ (١٢)، وكان سن إبراهيم، ، مائة وعشرين سنة،


(١) صلوات الله عليه أ د هـ: ب ج.
(٢) في أ ج د هـ: من ب.
(٣) فلما أ ج د هـ: ولما ب.
(٤) فيبشروه أ ج د هـ: ويبشروه ب.
(٥) حنيذ أ ج د: حينئذ ب هـ.
(٦) فلم أ ج د هـ: ولم ب.
(٧) يأت أ ج د: يأتهم ب: يأتي هـ جاء أ ج د هـ: جاءهم ب.
(٨) وامرأته أ ج د هـ: وكانت امرأته ب.
(٩) عنها وعن إبراهيم أ ج د هـ: عنهما ب.
(١٠) قالوا أ ج د هـ: + لإبراهيم ب فضحكت أ ج د هـ: ضحكت ب.
(١١) من أن يكون أ ب ج هـ: - د.
(١٢) هود: [٧١].

<<  <  ج: ص:  >  >>