للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبلغ (١) موسى صنيعهم، فدعاهم وقال لهم: ألم أقل لكم اكتموا ما ترون فلم تقبلوا حتى هولتم عليهم وأرعبتم قلوبهم، ثم دعا عليهم فمات منهم عشرة وبقي رجلان يوشع (٢) وكالب (٣) فإنهما كانا كتماه.

ووقع (٤) الخوف في بني إسرائيل من الجبارين، وقالوا: يا موسى إن مملكة فرعون كانت علينا أخف (٥) مما نحن فيه ودخول مدينة الجبارين و ﴿إِنّا لَنْ نَدْخُلَها أَبَداً ما دامُوا فِيها فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقاتِلا إِنّا هاهُنا قاعِدُونَ (٢٤)(٦)، واختلفوا عليه وهو يقول لهم: ﴿وَلا تَرْتَدُّوا عَلى أَدْبارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خاسِرِينَ﴾ (٢١) (٧)، فقال عند ذلك يوشع (٨) وكالب: ﴿اُدْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبابَ فَإِذا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غالِبُونَ﴾ (٩)، فلم يلتفتوا (١٠) إلى قول موسى ﴿قالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ﴾ (٢٥) (١١)، فأوحى الله إليه بقوله: ﴿قالَ فَإِنَّها مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ﴾ (٢٦) (١٢) (١٣). فلم (١٤) يدخل الأرض المقدسة أحد من ولد بمصر.

وسلط (١٥) الله عليهم التيهان، فكان كلما خرج واحد منهم يتيه في الأرض فلا يهتدي إلى أن يرجع حتى يموتوا، وأما المؤمنون فلا يموتوا (١٦) وإن تاهوا، فلم يزالوا (١٧) كذلك حتى انقرض آخرهم على رأس أربعين سنة.


(١) وبلغ أ ج د هـ: فبلغ ب صنيعهم أ د هـ: ما صنعوا ب: صنعهم ج.
(٢) أي يوشع بن نون.
(٣) كالب: كالب بن يوقنا بن بارض بن يهودا وهو الذي قاد بني إسرائيل بعد يوشع بن نون، وتسميه التوراة كالب بن يفنّة، ينظر: المسعودي ١/ ٥٢؛ المقدسي، البدء ٣/ ٩٧.
(٤) ووقع أ ج د هـ: ثم وقع ب.
(٥) علينا أخف أ: أخف علينا ب ج د هـ.
(٦) المائدة: [٢٤].
(٧) المائدة: [٢١].
(٨) يوشع أ د هـ: + بن نون ب ج.
(٩) المائدة: [٢٣].
(١٠) فلم يلتفتوا إلى قول موسى أ ج د هـ: فلم يلتفت إلى قولهما ب.
(١١) المائدة: [٢٥].
(١٢) المائدة: [٢٦].
(١٣) فإنها محرمة … الفاسقين أ ب ج هـ: - د.
(١٤) فلم أ ج د هـ: ولم ب.
(١٥) وسلط أ ب ج د: وسلطه هـ.
(١٦) يموتوا أ ج هـ: يموتون ب د.
(١٧) يزالوا أ ب ج د: يزالوه هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>