للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثلاثة أيام، فجمعهم داود وخيرهم بين إحدى الثلاث، فقالوا: أنت نبينا وأنت انظر إلينا (١) من أنفسنا، فاختر لنا، فقال: أما الجوع فإنه بلاء فاضح لا يصبر عليه أحد، وأما العدو والموت فإني أخبركم إن اخترتم تسليط العدو فإنه لا بقيه لكم، والموت بيد الله تعالى تموتون بآجالكم في بيوتكم ففوضوا ذلك إلى الله تعالى، فهو أرحم بكم (٢).

فاختار لهم الطاعون، وأمرهم أن يتجهزوا (٣) له ويلبسوا أكفانهم ويخرجوا نساءهم وإماءهم وأولادهم أمامهم وهم خلفهم على الصخرة والصعيد الذي بنى عليه مسجد بيت المقدس، وهو يومئذ صعيد واحد، ففعلوا ثم نادى (٤): يا رب إنك أمرتنا بالصدقة وأنت تحب المتصدقين، فتصدق علينا برحمتك، اللهم إنك أمرتنا بعتق الرقاب فنسألك برحمتك أن تعتقنا اليوم، اللهم وقد أمرتنا أن لا نرد السائل إذا وقف بأبوابنا (٥)، وأنت تحب من لا يرد السائل، وقد جئناك سائلين فلا تردنا، ثم خروا سجدا (٦) من حين طلع (٧) الصبح.

فسلط الله عليهم الطاعون من ذلك الوقت إلى أن زالت الشمس، ثم رفعه عنهم، ثم أوحى الله إلى داود، ، أن ارفعوا رؤوسكم فقد شفعتك فيهم، فرفع داود رأسه ثم نادى: أن ارفعوا رؤوسكم فرفعوا رؤوسهم، وقد مات (٨) منهم مائة ألف وسبعون ألف، أصابهم الطاعون وهم سجود، فنظروا (٩) إلى الملائكة يمشون بينهم بأيديهم الخناجر.

ثم عمد داود، ، فارتقى (١٠) الصخرة رافعا يديه يحدث لله شكرا، ثم إنه جمع بني إسرائيل بعد ذلك، وقال: إن الله قد رحمكم وعفا عنكم، فأحدثوا لله شكرا بقدرما ابتلاكم، فقالوا له: مرنا (١١) بما شئت، قال: إني لا


(١) انظر لنا ب: انظر إلينا أ ج د هـ فاختر لنا أ ب ج هـ: واختر لنا ما شئت.
(٢) فهو أرحم بكم أ ب ج هـ: لأنه أرحم بكم د.
(٣) يتجهزوا أ ب ج هـ: يجهزوا د.
(٤) نادى أ ج: نادوا ب د: - هـ ثم نادى … تعتقنا اليوم أ ب ج د: - هـ.
(٥) بأبوابنا أ ب ج هـ: على أبوابنا ب وأنت تحب من لا يرد السائل أ ج د هـ: - ب.
(٦) سجدا أ ب: ساجدين ج د هـ ت.
(٧) طلع أ ج د هـ: طلوع ب.
(٨) فقد شفعتك … وقد مات أ ب ج د: - د.
(٩) فنظروا أ ب ج: فنظر داود د هـ يمشون أ ب ج هـ: يسبحون د.
(١٠) فارتقى أ ج د هـ: وارتقى ب.
(١١) مرنا ب هـ: أمرنا أ ج د.

<<  <  ج: ص:  >  >>