للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعكسه ﴿نَنْظُرْ أَ تَهْتَدِي﴾ - إلى عرشها فتعرفه - ﴿أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لا يَهْتَدُونَ﴾ (١) الذين لا [٣٣/ أ] يهتدون إليه وإنما حمل سليمان على ذلك أن الشياطين خافت أن يتزوجها سليمان فتفشي إليه أسرار (٢) الجن، لأن أمها كانت جنية، وإذا ولدت له (٣) ولدا لا ينفكون من تسخير سليمان وذريته من بعده، فأساءوا الثناء عليها ليزهدوه فيها، وقالوا له: إن في عقلها شيئا (٤) وإن رجليها كحافر الحمار وأنها مشعرة الساقين، فأراد سليمان أن يختبرها في عقلها بتنكير (٥) عرشها وينظر إلى قدميها ببناء الصرح.

فلما جاءت قيل لها: أهكذا عرشك؟ قالت: ﴿كَأَنَّهُ هُوَ﴾ (٦)، عرفته ولكن شبهت عليهم كما شبهوا عليها، ولم تقل نعم خوفا من أن تكذب (٧)، ولم تقل لا خوفا من التكذيب، قالت (٨) كأنه هو فعرف سليمان كمال عقلها حيث لم تقرر (٩) ولم تنكر، وحكي غير ذلك.

فقالت: وأوتينا العلم بصحة نبوة سليمان بالآيات المتقدمة من أمر الهدية والرسل من قبلها ومن قبل الآية في العرش: ﴿وَكُنّا مُسْلِمِينَ﴾ (٤٢) (١٠) منقادين طائعين لأمر سليمان، وقيل غير ذلك.

قال الله تعالى: ﴿وَصَدَّها ما كانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللهِ﴾ (١١) أي منعها ما كانت تعبد من دون الله وهي (١٢) الشمس أن تعبد الله أي صدها عبادة الشمس عن التوحيد وعبادة الله تعالى (١٣)، وقيل غير ذلك.

قوله تعالى: ﴿قِيلَ لَهَا اُدْخُلِي الصَّرْحَ﴾ (١٤) الآية، وذلك أن سليمان أراد أن ينظر


(١) النمل: [٤١].
(٢) أسرار أ ج د هـ: أمر ب.
(٣) له أ د هـ: لسليمان ب ج لا ينفكون من تسخير أ ج د هـ: لا ينفكوا من تسخيرهم ب.
(٤) شيئا أ ب ج د: خلل هـ وإن رجليها كحوافر الحمار ب ج: رجلها كحافر الحمار أ د هـ.
(٥) بتنكير أ ج د هـ: فنكر ب.
(٦) النمل: [٤٢].
(٧) من أن تكذب ب ج د هـ: التكذيب ب ولم تقل لا خوفا من التكذيب ج د هـ: - أ ب.
(٨) قالت أ ج د هـ: فقالت ب.
(٩) تقرر أ: تقر ب ج هـ: تعرف د.
(١٠) النمل: [٤٢].
(١١) النمل: [٤٣].
(١٢) وهي ب: وهو أ ج د هـ.
(١٣) تعالى أ ج هـ: + قيل لها ب د.
(١٤) النمل: [٤٤].

<<  <  ج: ص:  >  >>