للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما ترون؟ قالوا: نرى أنا لم نرض إلهنا، فلذلك (١) لم يقبل بناءه، قال: فأمر (٢) به الثانية فبنوها وأضعفوا فيها النفقة ودخلوها سبعين ألفا مثل ما دخلوا أول مرة، ففعلوا كفعلهم. فلما أشركوا انقلبت عليهم. ولم يكن الملك معهم، فلما رأى (٣) ذلك جمعهم ثالثة وقال لهم: ما ترون؟ قالوا: لم نرض ربنا كما ينبغي فلذلك خربت ونحب أن تبنى ثالثة، فبنوا الثالثة حتى إذا رأوا أنهم قد أتقنوها وفرغوا منها جمع النصارى وقال: هل ترون من العيب شيئا؟ قالوا: لا، فكلها بصليب الذهب والفضة، ثم دخلها قوم قد اغتسلوا وتطيبوا، فلما دخلوا أشركوا كما أشرك أصحابهم فخرت عليهم ثالثة، فجمعهم ملكهم رابعة واستشارهم، وكثر خوضهم في ذلك.

فبينما هم على ذلك إذ أقبل عليهم شيخ كبير عليه برانس سود وعمامة سوداء قد انحنى ظهره يتوكأ على عصا (٤) وقال: يا معشر النصارى إلىّ فإني أكبركم سنا وقد خرجت من متعبدي لأخبركم الموضع الذي بنوا فيه كنيسة القمامة - وأنا أريكم الموضع إن هذا المكان قد لعن أصحابه وأن القدس قد نزع وتحول إلى هذا الموضع - وأشار إلى الموضع الذي بنوا فيه كنيسة القمامة وأنا أريكم الموضع ولستم تروني بعد هذا اليوم أبدا اقبلوا (٥) مني ما أقول لكم وأغواهم وزادهم طغيانا [٤١/ أ] وأمرهم أن يقلعوا الصخرة ويبنوا بحجارتها الموضع الذي أمرهم به، فبينما هو يكلمهم ويقول لهم ذلك إذ خفي فلم يروه وازدادوا كفرا وقالوا فيه قولا عظيما، فخربوا المسجد (٦)، وحملوا العمد وغيرها وبنوا بها كنيستهم الكنيسة التي في وادي جهنم (٧). وقال لهم: إذا فرغتم من هذه فأفرغوه واتخذوه مزبلة لعذراتكم. ففعلوا ذلك حتى كانت المرأة الحائض (٨) تطرح خرق حيضها عليه من القسطنطينية.

واكبوا على ذلك حتى بعث الله محمدا، ، وأسري به إليها (٩) وذكر فضلها. حكى ذلك صاحب (مثير الغرام) وقال (١٠): وقد تقدم إن بخت نصر هو


(١) فلذلك لم يقبل بناءه ب ج د هـ: فلذلك خربت أ.
(٢) قال فأمر … ولم يكن الملك معهم ب ج د هـ: أ.
(٣) فلما رأى … فبنوا الثالثة ب ج د هـ: أ ثالثة أ ج هـ: الثالثة ب: - د.
(٤) عصا ب ج د هـ: عصى أ.
(٥) اقبلوا أ ب: فاقبلوا ج هـ: د.
(٦) فخربوا المسجد أ ج هـ: فخربوا بيت المقدس ب: - د: فخربوا المسجد مثير الغرام.
(٧) وادي جهنم: الوادي الذي خارج أسوار مدينة القدس من جهة الشرق، ينظر: السيوطي، إتحاف ١/ ٤١٣.
(٨) الحائض أ: - ب ج د هـ.
(٩) ذكر هذا الخبر بطوله السيوطي، ينظر: السيوطي، إتحاف ١/ ١٣٠.
(١٠) ينظر: المقدسي، مثير ١٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>