للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان يخلو بغار حراء (١)، فيتعبد فيه، فجاءه الملك وأقرأه كما في الحديث الشريف والقصة مشهورة.

فعاد إلى خديجة وأخبرها الخبر (٢)، فانطلقت به حتى أتت ورقة بن نوفل (٣)، فأخبرته خبر ما رأى، فقال له ورقة: هذا الناموس الذي أنزل (٤) الله على موسى يا ليتني فيها جذعا ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك. فقال رسول الله، : «أو مخرجي هم؟» قال: نعم لم يأت رجل بمثل ما جئت به إلا عودي وإن أدركني (٥) يومك أنصرك نصرا مؤزرا. ثم لم يلبث ورقة أن توفي. وفتر الوحي.

ثم كان أول ما نزل عليه القرآن بعد: ﴿اِقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ﴾ (٦)، ﴿ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ﴾ (١) (٧)، ﴿يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ﴾ (١) (٨)، ﴿وَالضُّحى﴾ (١) (٩). وأول من آمن به من النساء خديجة زوجته. ثم أول شيء فرض الله عليه من شرائع الإسلام بعد الإقرار بالتوحيد والبراءة من الأوثان، الصلاة، أتاه جبريل فعلمه الوضوء والصلاة، ورميت الشياطين بالشهب (١٠) لمبعثه، وأسلم علي بن أبي طالب، وكان عمره إحدى عشرة سنة، ثم زيد بن حارثة، ثم أسلم أبو بكر، ، وقيل: إنه أول من أسلم، وأسلم على يده عثمان بن عفان، والزبير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبيد الله فجاء بهم إلى رسول الله، ، فأسلموا وصلوا، وكان هؤلاء النفرهم الذين سبقوا إلى الإسلام فأسلم بعدهم من أسلم.

وأمر الله نبيه، ، بعد مبعثه بثلاث سنين أن يصدع بما يؤمر، وأن يظهر دعوته، وكان قبل ذلك في السنين الثلاث مستترا بدعوته لا يظهرها إلا لمن يثق (١١) إليه، وكان أصحابه إذا أرادوا الصلاة ذهبوا إلى الشعاب فاستخفوا.


(١) وكان يخلو بغار حراء أ ب ج د: وكان يجاور بغار حراء هـ.
(٢) ينظر: ابن سيد الناس ١/ ١٠٤.
(٣) ورقة بن نوفل: أحد حنفاء قريش الذين اتبعوا دين إبراهيم الخليل ، ثم تنصر وأصبح من العلماء فيها، ثم أسلم وهاجر إلى الحبشة ثم عاد إلى النصرانية ومات عليها، ينظر: ابن هشام ١/ ٢٠٥؛ ابن حبان، السيرة ٦٥؛ ابن سيد الناس ١/ ١٠٥.
(٤) أنزل أ ب ج د: أنزله ب.
(٥) وإن أدركني أ: وإن يدركني ب ج د هـ.
(٦) العلق: [١].
(٧) القلم: [١].
(٨) المدثر: [١].
(٩) الضحى: [١].
(١٠) بالشهب ب ج د: بالشهاب أ: بالشهيب هـ.
(١١) يثق أهـ: إلا إلى من يثق ب ج د.

<<  <  ج: ص:  >  >>