للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يونس (١) عن الزهري قال: لم يبعث الله عند هبوط آدم إلى الأرض نبيا إلا جعل قبلته صخرة بين المقدس. وعن ابن عباس، ، قال: أول ما نسخ من القرآن القبلة وذلك أن النبي (٢)، ، وأصحابه، كانوا يصلون بمكة إلى الكعبة فلما هاجر إلى المدينة، أمره الله تعالى (٣) أن يصلي نحو صخرة بيت المقدس ليكون أقرب إلى تصديق اليهود إياه إذا صلى إلى قبلتهم مع ما يجدون من نعته في التوراة، فصلى بعد الهجرة الشريفة ستة عشر أو سبعة عشر شهرا إلى بيت المقدس، وكان يحب أن يوجه إلى الكعبة، لأنها كانت قبلة أبيه إبراهيم، ، فأنزل الله عليه الآية وأمره باستقبال الكعبة.

ولما حولت القبلة كان النبي، ، في مسجد القبلتين في بني سلمة، وكان يصلي فيه الظهر إلى بيت المقدس، وقد صلى بأصحابه ركعتين من صلاة الظهر، فتحول في الصلاة واستقبل الميزاب وحول الرجال مكان النساء والنساء مكان الرجال، فسمي ذلك المسجد مسجد القبلتين.

وعن البراء (٤): أن النبي، ، صلى إلى البيت المقدس ستة عشر أو سبعة عشر شهرا، وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت الحرام (٥)، فإنه، ، أول صلاة صلاها صلاة العصر وصلى معه قوم، فخرج رجل ممن صلى معه (٦)، فمر على أهل مسجد وهم راكعون (٧) فقال: أشهد بالله لقد صليت مع رسول الله، ، قبل مكة، فداروا كلهم (٨) وجوههم قبل البيت، وكانت اليهود قد أعجبهم إذ كان يصلي قبل بيت المقدس. فلما ولى (٩) وجهه قبل البيت أنكروا ذلك.


(واستقل بالفتوى في مصر، عرف عنه كثرة العلم والإسناد وتوفي سنة ١٧٥ هـ/ ٧٩١ م، ينظر: الشيرازي ٧٦؛ ابن الجوزي، صفوة ٤/ ٢٢١.
(١) يونس بن يزيد الأيلي محدث روى عن عكرمة ونافع وعند الأوزاعي والليث، وثقه النسائي وغيره، ينظر: البخاري، التاريخ ٢/ ١٢٣؛ ابن العماد ١/ ٢٣٣.
(٢) النبي أ ج د هـ: محمدا ب.
(٣) أمره الله تعالى أ ج د هـ: أمر نبيه ب.
(٤) البراء بن عازب الأنصاري، سكن الكوفة كنيته أبو عمارة ويقال أبو عمرو، استصغره الرسول ، يوم بدر فرده، مات في ولاية مصعب بن الزبير سنة ٧٢ هـ/ ٦٩١ م، ينظر: ابن سعد ٤/ ٢٦٩؛ ابن حجر، الإصابة ١/ ١٤٧.
(٥) قبلته قبل البيت الحرام أ ج هـ: قبلته البيت ب د.
(٦) ممن صلى أ ج هـ: ممن صلوا ب د.
(٧) وهم راكعون ب ج د هـ: وهم راكعين أ مع رسول الله أهـ: مع النبي ب ج د.
(٨) فداروا كلهم وجوههم قبل البيت ب ج د هـ: فداروا كما هم قبل المدينة أ.
(٩) فلما ولى أ ج هت: ولما ولوا ب د.

<<  <  ج: ص:  >  >>