للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تالدة خالدة لا ينزعها منكم إلا ظالم (١)، يا عثمان إن الله استأمنكم على بيته فكلوا مما يصل إليكم من هذا البيت بالمعروف» (٢).

وذكر أن فضالة (٣) بن عمير أراد قتل النبي، (٤)، وهو يطوف بالبيت عام الفتح، فلما دنا منه قال رسول الله، : «أفضالة»؟ قال: نعم، فضالة يا رسول الله، قال: «ماذا كنت تحدث به نفسك»؟ قال: لا شيء، كنت أذكر الله تعالى، فضحك النبي، ، ثم قال: «أستغفر الله» ووضع يده على صدره وسكن (٥) قلبه، فقال فضالة: والله ما رفع يده عن صدري حتى ما خلق الله تعالى شيئا أحب إليّ منه.

وبعث رسول الله، ، السرايا إلى الأصنام التي حول مكة فكسروها (٦).

ونادى مناديه بمكة: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدع في بيته صنما إلا كسره، ولما بعث السرايا حول مكة إلى الناس يدعوهم إلى الإسلام ولم يأمرهم بقتال وكان من السرايا سرية مع خالد بن الوليد فنزل على ماء لبني خزيمة (٧) (٨) فأقبلوا بالسلاح فقال لهم خالد: ضعوا السلاح فإن الناس قد أسلموا. فوضعوه فدعاهم إلى الإسلام فلم يحسنوا أن يقولوا أسلمنا فجعلوا يقولون: صبأنا صبأنا.

فقتل منهم من قتل. فلما بلغ ذلك النبي، ، رفع يده (٩) وقال: اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد - مرتين -.

ثم أرسل علي بن أبي طالب، ، بمال وأمره أن يؤدي لهم الدماء والأموال، ففعل ذلك. ثم سألهم هل بقي (١٠) لكم مال أو دم؟ فقالوا: لا، وكان قد فضل مع علي، ، قليل مال فدفعه إليهم زيادة تطييبا لقلوبهم، وأخبر النبي، ، بذلك فأعجبه (١١).


(١) إلا ظالم أ ج هـ: إلا الظالم ب د: - ابن هشام.
(٢) ينظر: ابن هشام ٤/ ٤١.
(٣) ينظر: قصة فضالة عند ابن هشام ٤/ ٤٤.
(٤) أ: ب ج د هـ.
(٥) وسكن أ ج: فسكن ب د هـ.
(٦) فكسروها ب ج د هـ ك فكسرها أ.
(٧) وردت في سيرة ابن هشام بني جذيمة، ينظر: ابن هشام ٤/ ٥٣؛ ابن سيد الناس ٢/ ٢٣٩.
(٨) لبني خزيمة أ ب ج د هـ: بني حذيمة ابن هشام، ابن سيد الناس.
(٩) يده أ ج هـ: يديه ب د.
(١٠) هل بقي ب ج د هـ: هل تبقى أ مال أو دم أ ج هـ: دم أو مال ب د.
(١١) عن سرية خالد هذه، ينظر: ابن هشام ٤/ ٥٣ - ٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>