للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على مسجد داود. قال: نعم، وخرج عمر مقلدا بسيفه في أربعة آلاف من الصحابة الذين قدموا معه متقلدين بسيوفهم وطائفة ممن كان عليهم ليس عليهم (١) من السلاح إلا السيوف والبطريق بين يدي عمر في أصحابه حتى دخلوا بيت المقدس فأدخلهم الكنيسة التي يقال لها: القمامة، وقال: هذا مسجد داود. فنظر عمر وتأمل فقال له:

كذبت ولقد وصف لي رسول الله، ، مسجد داود بصفة ما هي هذه. فمضى به إلى كنيسة يقال لها صهيون، وقال له: هذا مسجد داود، فقال له: كذبت، فمضى به إلى مسجد بيت المقدس حتى انتهى به إلى بابه (٢) الذي يقال له باب محمد، ، وقد انحدر ما في المسجد من الزبالة على درج الباب حتى خرج إلى الزقاق الذي فيه الباب وكثر على الدرج حتى كاد أن يلصق بسقف الرواق فقال له: لا نقدر أن ندخل إلا حبوا، فقال عمر: ولو حبوا، فحبا بين يدي عمر وحبا عمر ومن معه خلفه حتى ظهروا إلى صحنه واستووا فيه قياما، فنظر عمر وتأمل مليا، ونظر يمينا وشمالا، ثم قال: الله أكبر هذا والذي نفسي بيده مسجد داود، ، الذي أخبرنا رسول الله، ، أنه أسري به إليه (٣). ووجد على الصخرة زبلا كثيرا مما طرحته الروم غيظا لبني إسرائيل، فبسط عمر رداءه، وجعل يكنس ذلك الزبل، وجعل المسلمون يكنسون معه الزبل (٤)، ومضى نحو محراب داود وهو الذي على باب البلد في القلعة فصلى فيه، ثم قرأ سورة (ص) وسجد. وروى أنه لما جلا المزبلة عن الصخرة قال: لا تصلوا فيها حتى يصيبها ثلاث مطرات.

وروي أنه لما فتح عمر، ، بيت المقدس قال لكعب: يا أبا إسحاق أتعرف موضع الصخرة؟ فقال: أذرع من الحائط الذي يلي واد جهنم كذا وكذا ذراعا، ثم احفر فإنك تجدها. وكانت يومئذ مزبلة فحفروا فظهرت لهم (٥)، فقال عمر لكعب: أين ترى أن نجعل المسجد - أو قال: القبلة؟ - فقال: أجعله خلف الصخرة فتجتمع القبلتان قبلة موسى وقبلة محمد، ، فقال له: ضاهيت (٦) اليهودية يا أبا إسحاق، خير المساجد مقدمها فبناها في مقدم المسجد (٧).


(١) عليهم أ ج د هـ: عليها ب.
(٢) إلى بابه أ ج د هـ: إلى الباب ب.
(٣) ينظر: السيوطي، إتحاف ١/ ٢٣٦.
(٤) الزبل ب ج د هـ: - هـ.
(٥) ينظر: السيوطي، إتحاف ١/ ٢٣٦ - ٢٣٧.
(٦) ضاهيت … اليهودية أ ب ج د: - هـ.
(٧) ينظر: السيوطي، إتحاف ١/ ٢٣٧ - ٢٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>