للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالمؤتمن بالله (١)، وافترق الناس فريقين (٢): فريق يهوى بني أمية وفريقا (٣) يهوى ابن الزبير، ووقع بينهم الخلاف، وجرى بينهم وقائع وحروب.

ثم استقر أمر الشام لمروان، ودخلت مصر في طاعته (٤)، ثم أمر الناس بالبيعة لابنه (٥). عبد الملك ومن بعده لأخيه عبد العزيز (٦). فما كان بأسرع من أن انقضت مدة مروان، فمات بالطاعون بدمشق فجأة لثلاث خلون من رمضان سنة ٦٥ من الهجرة (٧)، وكانت مدة ولايته تسعة أشهر وثمانية عشر يوما وعمره ثلاث وستون سنة (٨).

فلما مات بويع لولده عبد الملك بالخلافة في ثالث شهر رمضان سنة ٦٥ هـ، ولقب بالموفق لأمر الله، وهو أول من سمي عبد الملك في الإسلام، وأول من ضرب الدرهم والدينار (٩) في الإسلام، وكان النقش على الجانب الواحد الله أحد، وعلى الآخر الله الصمد. وكانت الدنانير والدراهم قبل ذلك رومية وكسروية (١٠).

ولما ولي الخلافة وعد الناس - يوم بويع - خيرا (١١)، ودعاهم إلى إحياء الكتاب والسنة وإقامة العدل، فلما دخلت سنة ٦٦ (١٢) ابتدأ ببناء القبة على الصخرة الشريفة (١٣)، وعمارة المسجد الأقصى الشريف، فكان ابن الزبير يشنع على عبد الملك بذلك، وذلك لأنه منع الناس عن الحج لئلا يميلوا مع ابن الزبير فضجوا، فقصد أن يشغل الناس بعمارة هذا المسجد عن الحج.

وكان من خبر البناء أن عبد الملك بن مروان حين حضر إلى بيت المقدس،


(١) ينظر: الطبري، تاريخ ٥/ ٥٣٠.
(٢) فريقين أ: فرقتين ب ج هـ: - د فريق أ ج هـ: فرقة ب: - د يهوي أ ج هـ: تهوي ب: - د.
(٣) فريقا أ ج هـ: فرقة ب: - د بينهم ب ج هـ: بينهما أ: - د.
(٤) في طاعته أ ج هـ: تحت طاعته ب: - د.
(٥) لابنه أ: لولده ب ج هـ: - د.
(٦) ينظر: الطبري، تاريخ ٥/ ٦١٠.
(٧) سنة ٦٥ هـ/ ٦٨٤ م.
(٨) ينظر: الطبري، تاريخ ٥/ ٦١١.
(٩) الدرهم والدينار أ: الدراهم والدنانير ب ج هـ: - د.
(١٠) ينظر: السيوطي، تاريخ ٢٥٩.
(١١) خيرا أ ج هـ: بخير ب: - د.
(١٢) سنة ٦٦ هـ/ ٦٨٥ م ويروى السيوطي أن البناء ابتدأ سنة ٦٩ هـ/ ٦٨٨ م، ينظر: السيوطي، إتحاف ١/ ٢٤١.
(١٣) على الصخرة الشريفة أ ج هـ: قبة الصخرة الشريفة ب: - د.

<<  <  ج: ص:  >  >>