للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صاعقة تتبعها أخرى، فقتلت من أصحاب الحجاج اثني عشر رجلا (١).

واشتد القتال وخرج ابن الزبير فقاتل قتالا شديدا، وتكاثرت (٢) أهل الشام ألوفا من كل باب (٣) فشدخوه بالحجارة فانصرع، فأكب عليه موليان له فقتلوا جميعا وتفرق (٤) أصحابه، وأمر به الحجاج فصلب. وكان ذلك يوم الثلاثاء (٥) لأربع عشرة ليلة خلت من جمادى الآخرة سنة ٧٣ من الهجرة (٦) بعد قتال سبعة أشهر.

وكان له من العمر حين قتل نحو ٧٣ سنة، وهو أول من ولد من المهاجرين (٧) بعد الهجرة، وبويع له سنة أربع وستين (٨)، وكان سلطانه بالحجاز والعراق وخراسان وأعمال الشرق، وكان كثير العبادة، مكث أربعين سنة لم ينزع ثوبه عن ظهره، وكانت خلافته ٩ سنين، وكان، ، جمة مفروقة طويلة.

ولما صلب علق الحجاج إلى جانبه كلبا ميتا ومنع والدته من دفنه، وكان لها من العمر مائة سنة، وهي أسماء بنت أبي بكر الصديق، ، وكانت تدعى بذات النطاقين، ثم كتب الحجاج إلى عبد الملك يخبره بصلبه فكتب إليه يلومه ويقول: هلا خليت بينه وبين أمه. فأذن لها فدفنته. وماتت بعده بقليل.

وبعث الحجاج إلى عبد الملك يعلمه بما زاده ابن الزبير في الكعبة، فأمر عبد الملك بهدمه ورده إلى ما كان عليه في حياة رسول الله، ، وأن يجعل له بابا واحدا ففعل الحجاج ذلك. وهو البناء الموجود في عصرنا.

وقد تقدم ذكر ما وقع من البناء والهدم في الكعبة وخلاصة الأمر: أن سيدنا إبراهيم الخليل، (٩)، بنى الكعبة وهي بيت الله الحرام - كما تقدم عند ذكره - بعد مضي مائة سنة من عمره واستمر بناؤه نحو ألفي سنة وسبعمائة وخمس وسبعين سنة إلى أن هدمته قريش في سنة خمس وثلاثين من مولد رسول الله، ، وبنوه - كما تقدم - وهو البناء الثاني واستمر نحو اثنتين (١٠) وثمانين سنة. ثم هدمه


(١) ينظر: السيوطي، تاريخ ٢٥٣.
(٢) وتكاثرت ب ج هـ: وتكاثر أ: - د.
(٣) من كل باب أ ج هـ: من كل جانب ب: - د.
(٤) وتفرق أ ب ج: فتفرق هـ: - د.
(٥) ينظر: السيوطي، تاريخ ٢٥٣.
(٦) من الهجرة أ ج هـ: + الشريفة ب: - د.
(٧) من المهاجرين أ ج هـ: للمهاجرين ب: - د.
(٨) ينظر: ابن حبان، تاريخ ١٥٠.
(٩) أهـ: ب ج: - د.
(١٠) اثنتين ب ج: اثنين أهـ: - د.

<<  <  ج: ص:  >  >>