للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مضت من شهر شوال سنة ٨٦ من الهجرة الشريفة (١)، وعمره ستون سنة، وكانت خلافته منذ قتل ابن الزبير واجتماع الناس (٢) له ثلاث عشرة سنة وأربعة أشهر تنقص سبع ليال، وكان بالشام وما والاها قبل قتل ابن الزبير بسبع سنين ونحو تسعة أشهر.

ومات الحجاج في شهر رمضان، وقيل: شوال سنة ٩٥ للهجرة (٣)، وله ثلاث وخمسون سنة، وكان موته بواسط (٤) وهو الذي بناها، وأخفي قبره، وأجري عليه الماء.

ومات رجاء بن حيوة (٥) الذي تولى بناء الصخرة والمسجد الأقصى في سنة اثنتي عشرة ومائة (٦) وكان رأسه أحمر ولحيته بيضاء (٧).

ولما ولي سليمان بن عبد الملك الأموي الخلافة بعد أخيه الوليد في سنة ست وتسعين من الهجرة (٨)، أتى بيت المقدس، وأتته الوفود بالبيعة، فلم ير وفادة كانت أهنأ من الوفادة إليه. فكان يجلس في قبة في صحن مسجد بيت المقدس مما يلي الصخرة، ولعلها القبة المعروفة بقبة سليمان عند باب الدويدارية، ويبسط البسط بين يدي قبته عليها النمارق والكراسي، فيجلس (٩) الناس على الكراسي والوسائد وإلى جانبه الأموال وكتاب الدواوين، وقد هم بالإقامة ببيت المقدس واتخذها منزلا، وجمع الأموال والناس بها.

وكان رحمة الله يعظم العلماء، قال ابن سيرين (١٠)، : يرحم الله سليمان بن عبد الملك، افتتح خلافته بخير، فصلى الصلاة (١١) لمواقيتها،


(١) ٨٦ هـ/ ٥٧٠ م.
(٢) واجتماع الناس … وما والاها أ ب: - ج د هـ.
(٣) ٩٥ هـ/ ٧١٣ م.
(٤) واسط: سميت بذلك لأنها متوسطة بين البصرة والكوفة واختطها الحجاج بن يوسف سنة ٨٤ هـ/ ٧٠٣ م، ينظر: أبو الفداء، تقويم ٣٠٧؛ البغدادي، مراصد ٣/ ١٤١٩؛ الحميري ٥٩٩.
(٥) حيوة أ: حياة ب ج هـ: - د.
(٦) ١١٢ هـ/ ٧٣٠ م.
(٧) بيضاء أ ج هـ: حمراء ب: - د.
(٨) ٩٦ هـ/ ٧١٤ م.
(٩) فيجلس الناس على الكراسي والوسائد أهـ: فيجلس ويأذن للناس فيجلسون على الكراسي والوسائد ب ج: - د.
(١٠) ابن سيرين: أبو بكر محمد بن سيرين البصري، وكان صاحبه الحسن البصري، وكانت له اليد الطولى في تعبير الرؤيا، توفي سنة ١١٠ هـ/ ٧٢٨ م، ينظر: ابن قتيبة، المعارف ٢٥١؛ الشيرازي ٩٢؛ ابن خلكان ٤/ ١٨١ - ١٨٣.
(١١) الصلاة أهـ: الصلوات ب ج: - د.

<<  <  ج: ص:  >  >>