للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصلبان صلاح الدنيا والدين، سلطان الإسلام والمسلمين، مطهر بيت المقدس من أسر (١) المشركين، أبي المظفر يوسف بن أيوب محي دولة أمير المؤمنين، اللهم عمر بدولته البسيطة، واجعل ملائكتك براياته محيطة، وأحسن عن الدين الحنيفي جزاءه، واشكر عن الملة المحمدية عزمه ومضاءه، اللهم أبق للإسلام مهجته، ووف للإيمان حوزته وانشر في المشارق والمغارب دعوته، اللهم كما فتحت على يديه البيت المقدس بعد أن ظنت الظنون (٢)، وابتلي المؤمنون، فافتح على يديه داني الأرض وقاصيها وملكه صياصي الكفرة ونواصيها، فلا تلقاه منهم كتيبة إلا مزقها، ولا جماعة إلا فرقها، ولا طائفة بعد طائفة إلا ألحقها بمن سبقها، اللهم اشكر عن محمد، سعيه، وأنفذ في المشارق (٣) والمغارب أمره ونهيه، اللهم وأصلح به أوساط البلاد وأطرافها، وأرجاء الممالك وأكنافها، اللهم ذلل به معاطس الكفار، وارغم به أنوف الفجار، وانشر ذوائب ملكه على الأمصار، وابثث سرايا جنوده في سبل الأقطار، اللهم اثبت الملك فيه وفي عقبه إلى يوم الدين، واحفظه في بنيه الغر الميامين، وإخوانه أولي العزم والتمكين، وشد عضده ببقائهم، واقض بإعزاز أوليائه وأوليائهم، اللهم كما أجريت على يده في الإسلام هذه الحسنة التي تبقى على الأيام، وتتجدد على ممر الشهور والأعوام، فارزقه الملك الأبدي الذي لا ينفذ (٤) في دار المتقين، وأجب دعاءه في قوله: ﴿رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى و-الِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبادِكَ الصّالِحِينَ﴾ (٥).

ثم دعا بما جرت به العادة ونزل وصلى.

ولما قضيت الصلاة انتشر الناس، وكان قد نصب سرير الوعظ تجاه (٦) القبلة، فجلس عليه الشيخ زين الدين أبو الحسن علي بن نجا الأنصاري الحنبلي، المعروف بابن نجية (٧)، وعقد مجلسا للوعظ، وكان واعظا حسنا بليغا.

وصلى السلطان الجمعة في قبة الصخرة، وكانت الصفوف ملء الصحن، ثم رتب في المسجد الأقصى خطيبا.


(١) من أسر أ: من أيدي ب: من أثر ج هـ: - د.
(٢) ظنت الظنون أ ب ج: طاشت الظنون هـ: - د.
(٣) في المشارق أ ب ج: - د هـ.
(٤) ينفذ أ ج: ينفد ب هـ: - د.
(٥) النمل: [١٩].
(٦) تجاه أ ب: بجانب ج هـ: - د.
(٧) ينظر: أبو شامة، الذيل ٣٤؛ ابن العماد ٤/ ٣٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>