للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في فك ولدها (١) من الأسر، وصحبتها زوجة ولدها ابنة الملك، وحضرت الملكة مع صاحبة الكرك تسأل في زوجها الملك، فأكرمهن السلطان وأحسن إليهن.

وأما الملكة فجمع شملها بالملك، وتقرر مع صاحبة الكرك إطلاق ابنها على تسليم قلعتي الشوبك والكرك، فاستحضر هنفري من دمشق، واجتمع بوالدته وسارا مع جماعة من الأمراء لتسليم القلعتين.

فلما وصلت هي وولدها لم يطعها أهل الكرك، ولم يسلموا وأفحشوا في الخطاب لها، ثم وقع لها كذلك بالشوبك، فرجعت إلى السلطان فقبل عذرها واطمأن (٢) قلبها على ولدها، فتوجهت إلى عكا، ثم انتقلت إلى صور.

وجهز السلطان العساكر لحصار الكرك والشوبك، ثم وصل إلى السلطان وهو على كوكب بهاء الدين قراقوش، فندبه لعمارة عكا لعلمه بكفاءته وأمره بالأموال والرجال، فسار إلى عكا وشرع في عمارتها وتحصين أسوارها، وورد على السلطان الرسل من ملك (٣) الروم وغيره، وأقام السلطان على كوكب إلى آخر صفر فتعسر فتحها.

ثم رحل السلطان إلى دمشق ودخل إليها في يوم الخميس سادس شهر ربيع الأول، فنشر العدل وفصل الحكومات، فوصل الخبر بوصول العسكر من الشرق، وأصبح السلطان بكرة يوم الثلاثاء حادي عشر ربيع الأول على الرحيل، ثم سار إلى بعلبك ورحل على سمت اللبوة ووصل إليه عماد الدين صاحب سنجار بالعساكر (٤)، فتلقاه السلطان أحسن لقاء وأكرمه. وأجمعوا على دخول بلاد الساحل وتجردوا عن الأثقال، وساروا فنزل السلطان على حصن يحمور (٥) وفتحه، وغنم ما فيه، ثم عاد إلى مخيمه وانقضى شهر ربيع الآخر وقد وصل قاضي جبلة يحث على قصدها، وكان بها خلق من المسلمين.

ورحل السلطان (٦) يوم الجمعة رابع جمادى الأولى إلى جهة الساحل فوصل إلى أنطرسوس، وحصرها (٧) ونهبها وسبى أهلها. فاحتمى جماعة ببرجين هناك،


(١) ولدها أ: ابنها ب د هـ: - ج.
(٢) واطمأن أ: وطمن ب د هـ: - ج.
(٣) ملك أ: ملوك ب د هـ: - ج وغيره أ: وغيرها ب د هـ: - ج.
(٤) بالعساكر أ: بالعسكر ب د هـ: - ج.
(٥) يحمور أ د هـ: غور ب: - ج.
(٦) ورحل السلطان … إلى جهة أ ب د: - ج هـ.
(٧) وحصرها أ د: وحاصرها ب هـ: - ج.

<<  <  ج: ص:  >  >>