للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بنصف المال وجميع الأسارى وصليب الصلبوت قبل خروج الشهر، وإن تأخر شيء (١) من ذلك أسرنا، ونصف المال يصبرون به إلى شهر آخر.

فأحضر الأكابر وفاوضهم (٢)، فأشاروا باستنقاذ إخوانهم المسلمين. فشرع السلطان في تحصيله، وكتب إلى الأقطار يعلمهم بالحال ويستنفرهم للجهاد في سبيل الله تعالى (٣). وفي يوم الخميس سلخ جمادى الآخرة خرج الفرنج وانتشروا، فضربت الكاسات السلطانية، فانتدب العسكر واشتد الحرب وانهزم الفرنج، فجاءت العرب وحالت بينهم وبين أسوارهم وصرعوا زهاء خمسين رجلا وكروا عليهم، ثم كر الفرنج على المسلمين كرة عظيمة فثبتوا، ثم عادوا عليهم حتى طردوهم إلى خنادقهم، وانتصف الإسلام في ذلك اليوم بعض الانتصاف.

وفي يوم الجمعة ثاني رجب جاءت الرسل في تقرير القطيعة المقررة بخلاص الجماعة وأخبروا أن ملك الإفرنسيس توجه إلى صور لترتيب أموره ووكل المركيس في قبض ما يخصه. فجهز السلطان روسلا لكشف خبره وعلى يده هدية له ونقل خيمته يوم السبت إلى تل بإزاء شفا عمرو وراء التل الذي كان عليه، وما زالت الرسل تتردد حتى أحضر مائة ألف دينار والأسارى المطلوبين وصليب الصلبوت ليوصل ذلك إلى الفرنج في الأجل المتعين (٤).

ووقع الخلف في كيفية التسليم، فقال السلطان: أسلمه إليكم على أن تطلقوا جميع أصحابنا وتأخذوا بباقي المال قوما رهائن. فأبوا إلا أخذ الجميع بسرعة ويسلموا، ويحلفون للمسلمين على تسليم من عندهم. فقيل لهم: تضمنكم الداوية (٥). فلم يضمنوا، فتحير السلطان وقال: متى سلمنا إليهم من غير احتياط بالشرط كان على الإسلام غبن وعار، فلو أيقنا بخلاص أصحابنا سمحنا لهم في الحال بصليب الصلبوت والأسارى والمال. ووقف الأمر إلى أن مضى الأجل وجاء الرسل ونظروا (٦) الأسارى قد حضروا المال موزونا فظنوا أن صليب الصلبوت قد أرسل إلى دار الخليفة (٧)، فسألوا إحضاره لينظروه فلما أحضروه (٨)، خروا له


(١) شيء أ ب د: بشيء هـ: - ج.
(٢) وفاوضهم أ ب د: - ج هـ المسلمين: أ د هـ: من المسلمين ب: - ج.
(٣) تعالى أ د هـ: - ب ج.
(٤) المتعين أهـ: المعين ب د: - ج.
(٥) الداوية أ د: الراوية ب هـ: - ج.
(٦) ونظروا أ د هـ: ورأوا ب: - ج قد حضروا ب د هـ: حضور أ: - ج.
(٧) دار الخليفة أ: دار الخلافة ب د هـ: - ج فسألوا: فسألوه ب د هـ: - ج.
(٨) فلما أحضروه أ: فلما أحضر ب د هـ: - ج.

<<  <  ج: ص:  >  >>