للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسجد (١) حين بنائه المدينة، ولكن يحمل على تجديده للبناء (٢) لا تأسيسه، والله أعلم.

وأما مدينة القدس فكانت أرضها في ابتداء الزمان صحراء بين أودية وجبال وهي خالية لا أبنية فيها ولا عمران (٣)، فأول من بناها واختطها سام بن نوح، ، وكان ملكا عليها وكان يلقب مليكيصادق (٤) بفتح الميم وسكون اللام وكسر الكاف وسكون الياء المثناة من تحتها وفتح الصاد المهملة وبعدها ألف، ثم دال مهملة مكسورة وبعدها قاف، ومعناه بالعبرانية ملك الصدق.

ومما حكي في أمر بناء القدس في تواريخ الأمم السالفة أن مليكيصادق نزل بأرض بيت المقدس وقطن بكهف (٥) من جبالها يتعبد فيه واشتهر أمره حتى بلغ ملوك الأرض الذين هم بالقرب من أرض بيت المقدس وبالشام وسدوم (٦) وغيرها (٧)، وعدتهم اثنا عشر ملكا فحضروا إليه، فلما رأوه وسمعوا كلامه اعتقدوه وأحبوه حبا شديدا، ودفعوا له مالا ليعمر به مدينة القدس، فاختطها وعمرها وسميت يروشلم (٨)، وتقدم أن معناه بالعبرانية بيت السلام (٩)، فلما انتهت عمارتها اتفق الملوك كلهم أن يكون مليكيصادق ملكا عليها، وكنوه (١٠) بأبي الملوك، وكانوا بأجمعهم تحت طاعته واستمر حتى مات بها، وسيأتي (١١) ذكر مولده ووفاته عند ذكر والده نوح، إن شاء الله تعالى.

ولما بنيت القدس (١٢) كان محل المسجد في وسطها وهو صعيد واحد والصخرة الشريفة قائمة في وسطه حتى بناه داود ثم سليمان، كما سنذكره إن شاء الله (١٣).


(١) جدد أساس المسجد أ ج: جدد المسجد ب: أسس المسجد د هـ.
(٢) يحمل على تجديده للبناء أ: + القديم ب: يحتمل أن يجدد البناء المتقدم مثله ج د: يحتمل على تجديده البناء القديم هـ.
(٣) لا أبنية فيها ولا عمران أ ج د هـ: لا بناء فيها ولا عمارة ب.
(٤) ورد ذكر لهذا الملك بالتوراة، ينظر: التكوين ١٤/ ١٨ - ١٩.
(٥) بكهف أ ب ج د: - هـ.
(٦) سدوم: مدينة من مدائن لوط، ، كان قاضيها يقال له سدوم، ينظر: ياقوت، معجم البلدان ٣/ ٢٦٦؛ البغدادي، مراصد ٢/ ٧٠٠؛ الحميري ٣٠٨.
(٧) وغيرها أ ج د: وغيرهما ب هـ.
(٨) يروشلم أ ج د هـ: بروشلم ب.
(٩) بيت السلام أ ب ج د: دار السلام هـ اتفق أ ج هـ: اتفقت ب د.
(١٠) وكنوه أ ب ج هـ: فكنوه د وكانوا أ ب ج: فكانوا د هـ.
(١١) وسيأتي أ ب: ويأتي ج د هـ.
(١٢) القدس أ ج د هـ: بيت المقدس ب.
(١٣) إن شاء الله أ د: + تعالى ب ج هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>