كتاب الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل - ط دنديس

من تراجم الأعيان - ذكر جماعة من أعيان ملوك الإسلام - ج: 2 - ص: 168

وولي بعده السلطان الملك الأشرف برسباي (١)، هو أبو النصر برسباي الدقماقي (٢) الظاهري، من عتقاء الظاهر برقوق، استقر في السلطنة في سنة ٨٢٥ هـ، في شهر ربيع الأول، وكان الخليفة المعتضد بالله أبو الفتح داود (٣) في أيامه، كان ناظر الحرمين ونائب السلطنة بالقدس الشريف الأمير أركماس (٤) الجلباني (٥)، وكان حاكما معتبرا، عمر الأوقاف ونماها، وصرف المعاليم، واشترى للوقف مما أرصده من المال جهات من القرى والمسقفات، وورد مرسوم (٦) الأشرف بصرف معاليم المستحقين فيها (٧) وإرصاد ما بقي لمصالح الصخرة الشريفة، ونقش بذلك رخامة (٨) وألصقت بحائط الصخرة، تجاه قبة المعراج في سنة ٨٣٦ هـ (٩).

ومن حسنات الملك الأشرف بالمسجد الأقصى، المصحف الشريف الذي وضعه (١٠) بداخل الجامع تجاه المحراب، بإزاء دكة المؤذنين، وهو مصحف شريف (١١) عظيم كبير أهدي إليه بدمشق حين سافر (١٢) إلى آمد (١٣) في سنة ٨٣٦ هـ، فجهزه وصحبة خازنداره (١٤)

---

= بعد أربعة شهور، ينظر: المقريزي، السلوك ٢/ ٥٩٠: ٤؛ ابن تغري بردي، النجوم ١٤/ ٧١.
(١) الأشرف برسباي: أحد مماليك الظاهر برقوق، تسلطن سنة ٨٢٥ هـ/ ١٤٢١ م، وتوفي سنة ٨٤١/ ١٤٣٧ م، ينظر: المقريزي، السلوك ٢/ ٦٠٧: ٤؛ ابن حجر، أنباء ٩/ ١٦؛ السخاوي، الضوء ٣/ ٨؛ ابن إياس ٢/ ٨١؛ ابن العماد ٧/ ٢٣٨.
(٢) الدقماقي أ ج هـ: الدقاقي ب: - د.
(٣) الخليفة المعتضد بالله: أبو الفتح داود بن المتوكل، وهو الخليفة الحادي عشر من بني العباس في مصر، بويع خليفة سنة ٨١٥ هـ/ ١٤١٢ م، في سلطنة الملك شيخ، وتوفي سنة ٨٤٥ هـ/ ١٤٤١ م، ينظر: ابن حجر، إنباء ٩/ ١٧٣؛ السيوطي، تاريخ ٤٠٧؛ ابن أياس ٢/ ١٢، ٢٣٠؛ ابن العماد ٧/ ٢٥٥.
(٤) أركماس أ د: اركماس ب ج هـ.
(٥) أركماس الجلباني: قرأ سنقر الظاهري جقمق، ولي نظر القدس والخليل ونيابة القدس، وكان سيء السيرة، ويمنع الناس من الشرب من الآبار إلا بثمن، توفي سنة ٨٣٣ هـ/ ١٤٢٩ م، وقبره في القدس، ينظر: السخاوي، الضوء ٢/ ١٦٨.
(٦) مرسوم د هـ: المرسوم أ ب ج.
(٧) فيها أ: منها ب ج: - د هـ.
(٨) رخامة أ ب ج هـ: برخامة د المعراج أ ج: المحراب أ ج د هـ.
(٩) ٨٣٦ هـ/ ١٤٣٢ م.
(١٠) وضعه بداخل الجامع أ ب ج هـ: - د.
(١١) شريف أ ب ج د: - هـ.
(١٢) حين سافر ب ج د هـ: حينسافرا.
(١٣) آمد: بلدة حصينة على دجلة في العراق وتحيط بها الأسوار، وقد فتحت آمد في سنة ٢٠ هـ/ ٦٤٠ م، على يد عياض ابن غنم، وتبعد عن ميافارقين خمسة فراسخ، ينظر: البلاذري ٢٤٢، الحموي، معجم البلدان ١/ ٧٦؛ أبو الفدا، تقويم ٢٨٦؛ الحميري ٢.
(١٤) خازندار أو الخزندار: هو المتولي على خزانة السلطان، ويكون في عهدته ما بها من نقد وقماش وهو -