للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البيضاء فأشرفت الجان على الأرض فقالت (١): ربنا أهبطنا إلى الأرض، فأذن الله لهم بذلك على أن يعبدوه ولا يعصوه، فأعطوه العهود على ذلك، ونزلوا وهم ألوف يعبدوا (٢) الله حق عبادته دهرا طويلا، ثم أخذوا في المعاصي وسفك الدماء حتى استغاثت الأرض منهم، وقالت: إن خلوي يا رب أحب إليّ من أن يكون على ظهري من يعصيك، فأوحى الله إليها أن اسكني فإني باعث إليهم رسلا (٣) (٤).

قال كعب (٥) (٦): فأول نبي بعثه الله من الجان نبيا منهم يقال له عامر بن عمير ابن الجان فقتلوه، ثم صاعق (٧) بن ناعق بن مارد بن الجان، فقتلوه، حتى بعث (٨) الله إليهم ثمانمائة نبي في ثمانمائة سنة في كل سنة نبيا، وهم يقتلونهم، فلما كذبوا الرسل أوحى الله إلى أولاد الجن في السماء أن انزلوا إلى الأرض (٩) وقاتلوا من فيها من أولاد الجن وعليهم إبليس اللعين، وقاتلهم بمن كان معه حتى أجلوهم (١٠) إلى بقعة من الأرض، فاجتمعوا فيها، فأرسل الله عليهم نارا فأحرقتهم، وسكن إبليس الأرض مع الجن وعبد الله حق عبادته وكانت عبادة إبليس (١١) أكثر من عبادتهم ثم رفعه الله تعالى إلى سماء الدنيا لكثرة عبادته، فعبد الله فيها ألف سنة حتى سمي فيها العابد، ثم رفعه الله تعالى إلى السماء الثانية فعبد الله فيها ألف سنة، ثم رفعه إلى


(١) فقالت أ ج د هـ: وقالت ب.
(٢) يعبدوا أهـ: فعبدوا ب ج د.
(٣) رسلا أ ج د هـ: رسلي ب.
(٤) بالنسبة لإفساد الجن في الأرض هي أقوال لابن عباس، ذكرها ابن كثير في تفسيره ١/ ١٠٨.
(٥) كعب الأحبار: كعب بن فاقع الحميري، أبو إسحاق المعروف بكعب الأحبار، قال البخاري: ويقال له كعب الحبر، يكنى أبا إسحاق، من آل ذي رعية أو من ذي الكلاع، وقد أدرك النبي وأسلم في خلافة أبي بكر أو عمر، وقيل: زمن الرسول، ، وكان مشهور بالقصص، روى عنه من الصحابة ابن عمر، وأبو هريرة، وابن عباس، وعبد الله بن الزبير، ومعاوية، وكان كعب قدم المدينة ثم انتقل إلى حمص الشام، وتوفي في خلافة عثمان سنة (٣٢ هـ/ ٦٥٢ م)، ينظر: الواقدي ٣/ ١٠٨٢؛ البخاري، التاريخ الصغير ٢/ ٨٧؛ الذهبي، تذكرة ١/ ٥٢.
(٦) كعب أ ج د هـ: + الأحبار ب بعثه ب: بعث أ ج د هـ.
(٧) ثم صاعق بن ناعق بن مارد أ ج د: ثم بعث لهم من بعد عامر صاعق بن ماعق بن مارد ب: ثم صاعق بن ناعق بن مارد بن الجان هـ.
(٨) حتى بعث … في كل سنة أ ب ج د: - هـ نبيا ب: نبي أ ج د هـ.
(٩) الأرض أ ج د هـ: والأرض ب وقاتلهم بمن كان معهم أ د هـ: فقاتلهم إبليس اللعين ومن كان معه: فقاتلهم بمن كان معه ج.
(١٠) أجلوهم أهـ: أدخلهم إلى بقعة ب هـ: أدخلوهم إلى بقعة د.
(١١) وكانت عبادة إبليس أ ج د هـ: فكانت عبادته ب عبادتهم أ ج د هـ: عباداتهم ب الله تعالى أ ج: الله هـ: - ب د.

<<  <  ج: ص:  >  >>