للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سليم الفطرة، كان يعرف أحوال الناس، ولي مشيخة المدرسة العثمانية بعد الشيخ سراج الدين، المتقدم ذكره، وكان يكتب على الفتوى عبارة حسنة مع كونه روميا، ومن العجب أنه كان يؤتى إليه السؤال فلا يحسن قراءته بالعربي (١)، فيقول لمن يأتي به (٢) أو غيره أعلمني بمعنى هذا السؤال، فيذكر له معناه فيكتب عليه بعبارة واضحة مطابقة للحال في غاية الحسن، توفي في المحرم سنة ٨٨٠ هـ (٣) (٤) ودفن بباب الرحمة.

الفقيه شمس الدين محمد بن محمد بن غضية المقرئ الحنفي المؤذن، وكان والده من أهل القضاء، باشر نيابة الحكم العزيز (٥) بالقدس الشريف، وتقدم ذكره، وكان هو رجلا خيرا ساكنا، يحفظ القرآن، ويؤذن بالمسجد الأقصى، ويؤدب الأطفال بالجوهرية، والناس سالمون من يده ولسانه، وكان له ولدا اسمه محمد توفي قبله في سنة ٧٥ هـ وتقدم ذكره مع فقهاء الشافعية فصبر واحتسب، وتوفي ، سنة ٨٨٠ هـ (٦) ودفن بباب الرحمة.

الشيخ العلامة شهاب الدين أبو العباس أحمد بن الشيخ القدوة تقي الدين أبي بكر بن أبي الوفاء الحسيني الحنفي، شيخ الوقائية بالقدس، وتقدم ذكر أسلافه مع فقهاء الشافعية، كان الشيخ شهاب الدين أولا على مذهب الشافعي، وتوفي والده وهو صغير، فنشأ بعده وانتقل إلى مذهب أبي حنيفة، وكان له ذكاء مفرط ينظم الشعر الحسن، وكان حسن الشكل طيب النغمة بالذكر والتوحيد، توجه إلى بلاد الروم في شوال سنة ٨٨٠ هـ، واجتمع بالشيخ شهاب الدين الكوراني وأركان دولة السلطان ابن عثمان (٧)، فأقبلوا عليه وأعلموا به السلطان، فأحسن إليه إحسانا بليغا، ثم اجتمع بالسلطان فأكرمه وبالغ في تعظيمه، ورتب ما يقوم بكفايته، واجتمع الناس عليه وانتظم له الحال، وتعين في بلاد الروم، وصار لهم فيه اعتقاد (٨)، واستمر على ذلك إلى أن توفي في شهر شوال سنة ٨٨٢ هـ (٩) بمدينة اسطنبول (١٠)


(١) بالعربي ج هـ: العربية أ ب: - د.
(٢) به أ ب د: إليه ج هـ أعلمني أ ب د: أعلموني ج هـ فيذكر أ ب د: فيذكروا ج هـ.
(٣) ٨٨٠ هـ/ ١٤٧٥ م.
(٤) ٨٨٠ أ ب د: ٨٨٦ ج هـ.
(٥) العزيز ج د هـ: - أ ب.
(٦) ٨٨٠ أ ب ج د: ٨٠٠ هـ.
(٧) ابن عثمان ب ج هـ: - أ د.
(٨) اعتقاد واستمر على … القسطنطينية أ ب ج: - د هـ.
(٩) ٨٨٢ هـ/ ١٤٧٧ م.
(١٠) اسطنبول ب ج: اصطنبول أ: - د هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>