للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاخترت مذهبه وقلت بقوله: … وجعلته يوم القيامة مسعف

توفي في يوم الجمعة (١) ثامن عشري شهر رجب سنة ٨٩٨ هـ (٢) بالطاعون (٣)، وصلي عليه بالمسجد الأقصى بعد صلاة العصر، وحمل تابوته على الرؤوس ودفن بماملا، ومات فقيرا، لم يترك من الدنيا سوى عشرة دنانير، وكتبه، عفى الله عنه.

ودرّس بعده بالمعظمية الشيخ العلامة القاضي شمس الدين أبو اللطف، محمد بن قاضي القضاة شمس الدين أبي عبد الله بن قاضي القضاة، خير الدين خليل الحنفي نيابة بعد أن كانت الوظيفة استقلالا (٤) له، فإنه كان بيده حصة منها قدرها الخمسان، تلقاها عن والده وباشرها مدة في زمن الشيخ تاج الدين الديري، فكملت له الوظيفة، ثم تلقاها عنه ولده القاضي ناصر الدين هبة الله، ثم نزل عنها للقاضي فخر الدين الخزرجي، فنزل عنها للشيخ رضي الدين بن القاضي عماد الدين بن الأخرم المقيم بالقاهرة، فاستناب قاضي القضاة خير الدين بن عمران الحنفي إلى أن توفي، ثم استناب الشيخ عبد السلام الرضي إلى أن توفي.

الشيخ الصالح الناسك العابد الخاشع القدوة، شرف الدين موسى بن الشيخ شهاب الدين أحمد بن الشيخ الصالح القدوة جمال الدين عبد الله (٥) بن الصامت القادري الحنفي، شيخ السادة القادرية بالقدس الشريف، وتقدم ذكر والده وجده، كان الشيخ موسى من أهل الخير والصلاح، وله عبادة وملازمة على ذكر الله تعالى، وكان مقيما بالمدرسة الصبيبية شمالي المسجد الأقصى الشريف، ويقيم فيها الأوقات المشهودة بالذكر خصوصا في ليالي الجمع، وكان يذكر الله تعالى في المسجد الأقصى بصدر جامع النساء (٦) عقب صلاة كل جمعة، وعليه الأنس والوقار وكان منجمعا عن الناس، لا يخالط أبناء الدنيا ولا يتردد إليهم، وهو من ذرية قوم صالحين، وقد أضر في بصره وضعف بدنه قبل وفاته بسنين، ومع ذلك لا يفتر عن ذكر الله تعالى، ولا عن ملازمة الطاعة على عادته، والناس سالمون من يده ولسانه، والصلاح ظاهر عليه، توفي في ليلة الأحد وصلي عليه بالمسجد الأقصى بعد الظهر


(١) في يوم الجمعة أ ب ج: - د هـ عشري أ ب ج: - د هـ ٨٩٨ أ ب ج: ٨٩٧ هـ: - هـ.
(٢) ٨٩٨ هـ/ ١٤٦٢ م.
(٣) بالطاعون وصلي … عبد السلام بن الرضي إلى أن توفي أ ب: - ج د هـ.
(٤) استقلالا أ ج د: استقلال ب هـ.
(٥) عبد الله أ ب ج: بن عبد الله د هـ.
(٦) النساء أ ج د هـ: الأنبيا ب عقب أ ب ج د: عقيب هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>