للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مجلدات، وفوائد الحيس في شعر امرئ القيس، شرح الأربعين للنواوي (١)، واختصر كثيرا من كتب الأصول، ومن كتب الحديث أيضا، ولكن لم يكن له يد فيه، وفي كلامه تخبط كثير، وله نظم رائق وقصائد في مدح النبي، ، وقصيدة في مدح الإمام أحمد ، أولها:

ألذ من الصوت الرحيم إذا شدا … وأحسن من وجه الحبيب إذا بدا

ثنائي على الحبر الإمام ابن حنبل … إمام التقى محي الشريعة أحمدا

سافر إلى الصعيد ولقي بها جماعة، ويقال أن له بقوص (٢) خزانة كتب من تصانيفه، فإنه أقام بها مدة، وقد حصل له محنة في آخر عمره، وحج إلى بيت الله الحرام في أواخر سنة ١٤ وجاور سنة ١٥ هـ، ثم حجّ ونزل إلى الشام إلى الأرض المقدسة، وأقام بمدينة سيدنا الخليل ، فتوفي بها في شهر رجب سنة ٧١٠ هـ (٣) (٤) عفا الله عنه.

الشيخ الإمام شهاب الدين أبو العباس أحمد بن الشيخ تقي الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الولي بن جبارة المقدسي الحنبلي (٥)، الفقيه الأصولي اللغوي، ولد سنة ٦٤٨ هـ، وسمع الحديث من جماعة، وارتحل إلى مصر، فقرأ بها القراءات والأصول والعربية، وصنف شرحا كبيرا للشاطبية، وشرحا آخر للرائية في الرسم، وشرحا لألفية ابن معطي، وصنف تفسيرا وأشياء في القراءات، وكان صالحا متعففا، خشن العيش، جم الفضائل، ماهرا بالفن، فقيها بارعا، مقرءا متفننا نحويا، نشأ في صلاح ودين وزهد، وانتهت إليه مشيخة بيت المقدس، وحج وجاور بمكة، وكان يعد من العلماء الصالحين الأخيار، توفي بالقدس الشريف فجأة سحر يوم الأحد رابع رجب سنة ٧٢٨ هـ ودفن في اليوم المذكور بماملا، وصلي عليه بدمشق صلاة الغائب في سادس عشر الشهر المذكور، رحمه الله تعالى.

الشيخ الإمام سراج الدين عمر بن الشيخ نجم الدين عبد الرحمن بن الحسين


(١) ينظر: حاجي خليفة ١/ ٥٩.
(٢) قوص: قرية واسعة في صعيد مصر، وهي محط التجار القادمين من عدن، ينظر: الحموي، معجم البلدان ٤/ ٤٦٩؛ أبو الفدا، تقويم ١١.
(٣) ٧١٠ هـ/ ١٣١٠ م.
(٤) فتوفي بها في شهر رجب ٧١٠ … في ليلة الأحد مستهل ذي القعدة … ودفن عند قبر والده … بمقبرة كيسان إلى جانب الطريق أ ب د هـ: - ج.
(٥) ينظر: ابن حجر، الدرر ١/ ٢٧٦؛ ابن العماد ٦/ ٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>