للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وطلب الحاكم الشافعي للديار المصرية ورتب عليه التعزير، ومنع من الحكم بالقدس الشريف منعا مؤبدا، وشرع أهل الذمة في الانتماء إلى من له شوكة من أركان الدولة، لينقذهم من الحكم بإسلام أولاد من مات منهم، فلم يلتفت إلى ذلك؛ ولم يزل مصمما على الحكم بذلك كلما رفع إليه إلى أن لحق بالله تعالى.

واستمر بالقدس الشريف إلى أن عزل عن القضاء في شهر جمادى الأولى سنة ٧٣ هـ.

ثم ورد عليه توقيع السلطان بقضاء الرملة، فتوجه إليها في يوم الأحد خامس رمضان، وأقام بها تسعة وخمسين يوما، وتوفي بالطاعون بعد آذان الظهر من يوم الثلاثاء رابع شهر ذي القعدة الحرام سنة ٨٧٣ هـ بالدار الكائنة بداخل مسجد شيخه العلامة شهاب الدين بن أرسلان، ، بحارة الباشقردي، وصلي عليه من يومه بعد العصر بجامع السوق، ودفن على باب الجامع الأبيض ظاهر مدينة الرملة من جهة الغرب، إلى جانب حوش ملاصق لحائط جامع أحمد (١) النسائي، صاحب السنن في الحديث، وكانت جنازته حافلة، وصلي عليه بالمسجد الأقصى صلاة الغائب في يوم الجمعة سابع ذي القعدة، وكثر التأسف عليه.

ومن عجب الاتفاق أن القاضي شمس الدين العليمي الحنبلي، والقاضي شمس الدين المغراوي المالكي، المتقدم ذكره، مولدهما في سنة واحدة هي سنة سبع وثمانمائة، وكانا قاضيين بمدينة الرملة، ثم صارا قاضيين بالقدس، وكل منهما ولي قضاء صفد، وتوفيا في سنة واحدة وهي سنة ٨٧٣ هـ (٢)، ولما توفي المغراوي في نصف شعبان، أخبر القاضي شمس الدين العليمي أن القاضي المالكي قد توفي، وصلي عليه وحمل إلى ماملا، فقال: لا إله إلا الله، الناس اليوم يقولون توفي القاضي المالكي، وعن قريب يقولون توفي الحنبلي، فما مضى على ذلك إلا دون عشرة أيام وورد عليه توقيع بقضاء الرملة، فتوجه إليها في خامس رمضان، وتوفي في رابع ذي القعدة بعد المغراوي بنحو ثمانين يوما، ، وعفا عنه، عوضه الجنة.

والعمري نسبة إلى سيدنا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، ، والعليمي نسبة إلى سيدنا علي بن عليل المشهور عند الناس علي بن عليم، والصحيح أنه عليل باللام (٣) كذا في نسبه الثابت.


(١) أحمد ب ج د هـ: - أ الأقصى أ ب د هـ: النسا ج.
(٢) ٨٧٣ هـ/ ١٤٦٨ م.
(٣) باللام د هـ: - أ ب ج.

<<  <  ج: ص:  >  >>