للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هـ (١)، وبعدها في دولة الملك الظاهر جقمق، وكان من الحكام المعتبرين، له محاسن كثيرة ببيت المقدس من العمارة وإقامة الحرمة.

ولما توفيت زوجته الست زهرة، جعل لها مصحفا شريفا يقرأ فيه بالصخرة الشريفة، ودفنها على رأس جبل طور زيتا في قبة عمّرها لها بالقرب من خروبة العشرة، وعزل في سنة ٨٤٠ هـ، وتوفي بغزة، .

القاضي غرس الدين خليل بن أحمد بن محمد بن عبد الله السخاوي (٢)، جليس الحضرة الشريفة الظاهرية ومشيرها، ومولده في سنة ٨٧٨ هـ (٣)، وكان صحب الملك الظاهر جقمق قبل السلطنة، فلما تسلطن قدمه وولاه نظر الحرمين في أواخر سنة ٨٤٣ هـ (٤)، بعد أن أفردها عن نظر الأمير طوغان، واستمر الأمير طوغان نائبا.

وقدم السخاوي القدس في مستهل ربيع الأول سنة أربع وأربعين هو والقاضي علاء الدين بن السائح، وقد ولي قضاء الشافعية، وكان دخولها في يوم واحد (٥)، وكل منهما عليه خلعة السلطان بطرحة، فعمّر الأوقاف، ورتب الوظائف، وأقام نظام الحرمين، وفعل فيهما من الخير ما لم يفعله غيره، وتقدم ذكر ذلك في ترجمة الملك الظاهر جقمق، ثم توجه إلى القاهرة، فتوفي فيها في أحد الجمادين سنة سبع وأربعين وثمانمائة (٦).

الأمير خشقدم (٧) نائب السلطنة بالقدس الشريف، ولي النيابة في دولة الملك الظاهر جقمق، باشر بشهامة فحصل منه عسف للرعية وجار عليهم، فوثب أهل بيت المقدس عليه وشكوه للسلطان، فعزله وطلب إلى القاهرة.

ثم بذل مالا وولي مرة ثانية، وحضر من القاهرة وهو يهدد أهل بيت المقدس ويعدهم بكل سوء، فدخل في يوم الخميس إلى القدس، وحصل له توعك عقب دخوله، فمات في يوم الخميس الثاني، ولم يمكنه الله من أحد من أهل بيت المقدس، ودفن بباب الرحمة سنة ٨٥٢ هـ (٨).


(١) ٨٤٠ هـ/ ١٤٣٦ م.
(٢) ينظر: السخاوي، الضوء ٣/ ١٩٢.
(٣) ٨٧٨ هـ/ ١٤٧٣ م.
(٤) ٨٤٣ هـ/ ١٤٣٩ م.
(٥) وكان دخولهما في يوم واحد ب ج د هـ: دخولها في يوم الأحد أ.
(٦) ٨٤٧ هـ/ ١٤٤٣ م.
(٧) ينظر: السخاوي، الضوء ٣/ ١٧٤.
(٨) ٨٥٢ هـ/ ١٤٤٨ م.

<<  <  ج: ص:  >  >>