ولكن البسيلي متصوف على طريقة الزهادة والأخذ بالرقائق، ولذلك نأى عن شطحات بعض المتصوفة، ولم يُحْجِمْ أن يرد عليهم، فعندما نَقَلَ عن أبي عمرو عثمان الصقلي قولَ ابنِ عربي الطائي في قوله تعالى:{وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا}، أن المراد به طلوع شمس الحياة من مغرب الأبدان!، تدخّل وقال:"قلت: هذا لا ينبغي اعتقاده". وحين عَرَضَ لحديث "من رآني فقد رآني حقا"، ذَكَرَ مذاهب أهل العلم في تأويله دون أن يحمله على مقتضى ظاهِرِه، كما يفعل بعضُ غلاة المتصوفة، ثم قرَّرَ أنه لا يثبتُ حكمٌ بالمرائي النومية.
ب - الأعمال التي تولاها:
نذر البسيلي نفسه للعلم، فلم يُنقل عنه أنه تولى منصبا سياسيا أو إداريا أو رسميا، بل اقتصر على التدريس بالمدرسة الحكيمية أو الإقراء بسقيفة داره، حيث كانت تقصده الطلبة تسأله عن المسائل المشكلة.