(١) قلت: ظاهره أن يوم عاشوراء هو التاسع، وأن النبي ﷺ صام التاسع، وكلاهما غير مراد، بدليل الأحاديث الأخرى بعضها عن ابن عباس نفسه قال: "حين صام رسول الله ﷺ يوم عاشوراء وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول الله، إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى، فقال رسول الله ﷺ: فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع، قال: فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله ﷺ رواه مسلم، وهو من الأحاديث التي تركها المصنف ولم يوردها في هذا المختصر. فهذا صريح بأن عاشوراء ليس هو التاسع، وأنه ﷺ مات ولم يصمه، ولذلك فلا بد من تأويل حديث الباب، وأحسن ما رأيت فيه قول البيهقي في "السنن" (٤/ ٢٨٧): "وكأنه ﵁ أراد صومه مع العاشر، وأراد بقوله: في الجواب "نعم" ما روي عن عزمه ﷺ على صومه. والذي يبين هذا، ثم ذكر بسنده الصحيح عن ابن عباس قال: "صوموا التاسع والعاشر، وخالفوا اليهود".