للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فَقَالَ أَلَسْتَ ابْنَ فُلَانِ ابْنِ فُلَانٍ قَالَ بَلَى فَأَعْطَاهُ الْحِمَارَ وَقَالَ ارْكَبْ هَذَا وَالْعِمَامَةَ قَالَ اشْدُدْ بِهَا رَأْسَكَ فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ أَعْطَيْتَ هَذَا الْأَعْرَابِيَّ حِمَارًا كُنْتَ تَرَوَّحُ عَلَيْهِ وَعِمَامَةً كُنْتَ تَشُدُّ بِهَا رَأْسَكَ فَقَالَ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ إِنَّ مِنْ أَبَرِّ الْبِرِّ صِلَةَ الرَّجُلِ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ بَعْدَ أَنْ يُوَلِّيَ وَإِنَّ أَبَاهُ كَانَ صَدِيقًا لِعُمَرَ . (م ٨/ ٦)

[باب: في الإحسان إلى البنات]

١٧٦٠ - عن عَائِشَةَ زَوْج النَّبِيِّ قَالَتْ جَاءَتْنِي امْرَأَةٌ وَمَعَهَا ابْنَتَانِ لَهَا فَسَأَلَتْنِي فَلَمْ تَجِدْ عِنْدِي شَيْئًا غَيْرَ تَمْرَةٍ وَاحِدَةٍ فَأَعْطَيْتُهَا إِيَّاهَا فَأَخَذَتْهَا فَقَسَمَتْهَا بَيْنَ ابْنَتَيْهَا وَلَمْ تَأْكُلْ مِنْهَا شَيْئًا ثُمَّ قَامَتْ فَخَرَجَتْ وَابْنَتَاهَا فَدَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ فَحَدَّثْتُهُ حَدِيثَهَا فَقَالَ النَّبِيُّ مَنْ ابْتُلِيَ (١) مِنْ الْبَنَاتِ بِشَيْءٍ فَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ كُنَّ لَهُ سِتْرًا مِنْ النَّارِ. (م ٨/ ٣٨)

١٧٦١ - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ مَنْ عَالَ جَارِيَتَيْنِ حَتَّى تَبْلُغَا (٢) جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَا وَهُوَ وَضَمَّ أَصَابِعَهُ. (م ٨/ ٣٨ - ٣٩)

[باب: صلة الرحم تزيد في العمر]

١٧٦٢ - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ أَوْ يُنْسَأَ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ (٣). (م ٨/ ٨)

[باب: صلة الرحم وإن قطعوا]

١٧٦٣ - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي


(١) الابتلاء هو الامتحان، لكن أكثر استعمال الابتلاء في المحن، والبنات مما يعد منها، لأن غالب هوى الخلق في الذكور.
(٢) أي قام على مؤنة صغيرتين وتربيتهما.
(٣) هذا الحديث نص في أن صلة الرحم سبب للزيادة في الرزق وطول العمر، ولا ينافيه أن الرزق والعمر مقدران، فإنهما مقدران بأسبابهما. ألا ترى أن دخول الجنة أو النار مقدر أيضاً، ومع ذلك فدخولهما مربوط بالسبب من الإيمان أو الكفر. فكما أن قوله تعالى (فريق في الجنة وفريق في السعير) وقوله تعالى في الحديث القدسي "هؤلاء إلى الجنة ولا أبالي، وهؤلاء إلى النار ولا أبالي" لا ينافي الأخذ بأسباب النجاة ودخول الجنة، بل ذلك أمر لا بد منه كما قال تعالى (ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون) وقال في الحديث المعروف: "اعملوا فكل ميسر لما خلق له، فمن كان من أهل السعادة فيسير لعمل أهل السعادة" الحديث. فكذلك أقول: من كان طويل العمر عند الله، فسييسر للأخذ بأسباب طول العمر، والعكس بالعكس، فإذا ليس معنى كون صلة الرحم سبباً لطول العمر أن ذلك يغير ما سبق في علم الله من العمر المحدود، كما أن كون الإيمان سبباً لدخول الجنة ليس معناه أنه يغير مما سبق في علم الله من المادة أو الشقاوة، بل الحقيقة أن الكل سبق في علم الله، من السبب والمسبب، فمن سبق في علمه تعالى أنه من أهل الجنة فقد سبق في علمه أنه يأخذ بسببه وهو الإيمان، ومن سبق في علمه تعالى أنه من أهل النار فقد سبق في علمه أيضاً أنه يأخذ بسببه وهو الكفر. فكذلك نقول من سبق في علمه تعالى أنه طويل العمر فقد سبق في علمه أنه يأخذ بالسبب وهو هنا =