الحمد لله الرحيم الغفار، الكريم القهار، مقلب القلوب والأبصار، عالم الجهر والإسرار، أحمده حمداً دائماً بالعشي والإبكار. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة تنجي قائلها من عذاب النار، وأشهد أن محمداً نبيه المختار، ورسوله المجتبي من أشرف نِجار، (١) صلى الله عليه وعلى أهله وأزواجه وأصحابه الجدراء بالتعظيم والإكبار، صلاة دائمة باقية بقاء الليل وابنهار.
وبعد فهذا كتاب اختصرته من "صحيح" الإِمام أبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النّيسابوري ﵁ اختصاراً يُسهله على حافظيه، ويقربه للناظر فيه، ورتبته ترتيباً يسرع بالطالب إلى وجود مطلبه في مظِنَّته، وقد تضمن مع صغر حجمه جُلَّ مقصود الأصل.
وإلى الله سبحانه أرغب في أن ينفعني به وقارئه وكاتبه والناظر فيه، إنه قريب مجيب.