(٢) أي عاد إلى الهيئة التي وضع الله الشهور عليها يوم خلق السماوات والأرض. وسبب ذكره أن العرب كانوا يعتقدون تحريم الأشهر الحرم، حتى لو لقي واحد منهم قاتل ولده لم يتعرض له، متمسكين في ذلك بملة إبراهيم ﵇، لكنهم إذا وقع لهم ضرورة في القتال بدأوا الأشهر الحرم إلى غيرها لاستكراههم استحلالها بالكلية، وأمروا مناديا ينادي في القبائل: ألا إنا نسأنا المحرم إلى صفر. أي أخرنا. عنوا بذلك أنا نحارب في المحرم، ونترك الحرب بدله في صفر، وإذا عرض لهم حاجة أخرى ينقلون المحرم من صفر إلى الربيع الأول، وكازوا يؤخرون الحج من شهر إلى شهر، حتى وصل ذو الحجة إلى موضعه عام حجة الوداع، فخطب رسول الله ﷺ بعرفة فأعلم أن ذا الحجة وصل إلى موضعه، فاجعلوا الحج فيه. ولا تبدلوا شهرا بشهر كأهل الجاهلية. (٣) هو حي من العرب كانوا أكثر تعظيما لرجب من غيرهم، ولذا أضاف إليهم، ثم وصفه بكونه بين جمادى وشعبان لبيان أن رجب الحرام هو الذي بينهما، لا ما كانوا يسمونه رجبا على حساب النسيء.