للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

باب: في فضائل عبد الله بن عمر

١٦٩١ - عَنْ عبد الله بْنِ عُمَرَ قَالَ كَانَ الرَّجُلُ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ إِذَا رَأَى رُؤْيَا قَصَّهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ فَتَمَنَّيْتُ أَنْ أَرَى رُؤْيَا أَقُصُّهَا عَلَى النَّبِيِّ قَالَ وَكُنْتُ غُلَامًا شَابًّا عَزَبًا وَكُنْتُ أَنَامُ فِي الْمَسْجِدِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ فَرَأَيْتُ فِي النَّوْمِ كَأَنَّ مَلَكَيْنِ أَخَذَانِي فَذَهَبَا بِي إِلَى النَّارِ فَإِذَا هِيَ مَطْوِيَّةٌ كَطَيِّ الْبِئْرِ وَإِذَا لَهَا قَرْنَانِ كَقَرْنَيْ الْبِئْرِ (١) وَإِذَا فِيهَا نَاسٌ قَدْ عَرَفْتُهُمْ فَجَعَلْتُ أَقُولُ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ النَّارِ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ النَّارِ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ النَّارِ قَالَ فَلَقِيَهُمَا مَلَكٌ فَقَالَ لِي لَمْ تُرَعْ فَقَصَصْتُهَا عَلَى حَفْصَةَ فَقَصَّتْهَا حَفْصَةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ النَّبِيُّ نِعْمَ الرَّجُلُ عَبْدُ اللَّهِ لَوْ كَانَ يُصَلِّي مِنْ اللَّيْلِ قَالَ سَالِمٌ فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بَعْدَ ذَلِكَ لَا يَنَامُ مِنْ اللَّيْلِ إِلَّا قَلِيلًا. (م ٧/ ١٥٨ - ١٥٩)

باب: في فضل عبد الله بن الزبير

١٦٩٢ - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ أنه قَالَ قال عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ لِابْنِ الزُّبَيْرِ أَتَذْكُرُ إِذْ تَلَقَّيْنَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا وَأَنْتَ وَابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ (٢) نَعَمْ فَحَمَلَنَا وَتَرَكَكَ. (م ٧/ ١٣١)

باب: في فضل عبد الله بن مسعود

١٦٩٣ - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ (لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا) إِلَى آخِرِ الْآيَةِ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ قِيلَ لِي أَنْتَ مِنْهُمْ. (م ٧/ ١٤٧)

١٦٩٣ ب - عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ قَدِمْتُ أَنَا وَأَخِي مِنْ الْيَمَنِ وكُنَّا جئنا وَمَا نُرَى ابْنَ مَسْعُودٍ وَأُمَّهُ إِلَّا مِنْ أَهْلِ بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ مِنْ كَثْرَةِ دُخُولِهِمْ وَلُزُومِهِمْ لَهُ. (م ٧/ ١٤٧)

١٦٩٤ - عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ قَالَ كُنَّا فِي دَارِ أَبِي مُوسَى مَعَ نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ فِي مُصْحَفٍ فَقَامَ عَبْدُ اللَّهِ فَقَالُ أَبُو مَسْعُودٍ مَا أَعْلَمُ رَسُولَ اللَّهِ تَرَكَ بَعْدَهُ أَعْلَمَ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ


(١) هما ما ما يبنى في جانبيها من حجارة توضع عيها الخشبة التى تعلق فيها البكرة.
(٢) يعني ابن الزبير، هذا هو الظاهر من السياق، خلافًا لقول النووي وغيره أنه ابن جعفر. وعليه يكون المحمول عبد الله بن الزبير وبه ترجم المصنف. وهذا مستقيم على هذه الرواية وهي رواية لأحمد (٢٠٣/ ١) وأخرجها مسلم من طريق إسماعيل بن علية عن حبيب بن الشهيد عن عبد الله بن أبي مليكة به. لكن في رواية لأحمد أن ابن علية قال مرة: "قال: نعم، قال -فحملنا وتركك" فزاد بعد (نعم)، (قال)، وبهذه الزيادة ينقلب معنى الحديث، إذ يكون فاعل (قال) الأولى، هو ابن الزبير، وفاعل (قال) الأخرى، إنما هو ابن جعفر، فيكون هو المحمول، لا ابن الزبير، خلافا للرواية الأولى. وهذا يعني أن ابن علية كان يضطرب في رواية هذا الحرف من الحديث، وقد وجدنا ما يرجح روايته الثانية عند أحمد، فأخرج البخاري من طريق حميد بن الأسود عن حبيب بن الشهيد به إلا أنه قال: "قال ابن الزبير لابن جعفر … فذكره مثل رواية ابن علية الأولى: قال: نعم، فحمنا وتركنا"، وبما أن السائل في رواية ابن الأسود هو ابن الزبير، والمسؤول ابن جعفر، فيكون فاعل (قال) فيها إنما هو ابن جعفر، فيكون هو المحمول، وهذا يوافق رواية ابن علية الأخرى في المعنى، فتكون هي الراجحة، وهو الذى رجحه الحافظ في "الفتح" (١٣٣/ ٦) بقوله: "الذي في البخاري أصح".
ثم أيد ذلك بروايات أخرى ذكرها، فليرجع إليه من شاء الزيادة.
وقد توهم الشارح هنا أن رواية البخاري تدل على فضيلة ابن الزبير التي ترجم لها المصنف وهي إنما تدل على فضيلة ابن جعفر كما هو ظاهر من بياننا السابق. والله الموفق.