للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٦٥٧ - عن يَزِيد بْن حَيَّانَ (١) قَالَ انْطَلَقْتُ أَنَا وَحُصَيْنُ بْنُ سَبْرَةَ وَعُمَرُ بْنُ مُسْلِمٍ إِلَى زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ فَلَمَّا جَلَسْنَا إِلَيْهِ قَالَ لَهُ حُصَيْنٌ لَقَدْ لَقِيتَ يَا زَيْدُ خَيْرًا كَثِيرًا رَأَيْتَ رَسُولَ اللَّهِ وَسَمِعْتَ حَدِيثَهُ وَغَزَوْتَ مَعَهُ وَصَلَّيْتَ خَلْفَهُ لَقَدْ لَقِيتَ يَا زَيْدُ خَيْرًا كَثِيرًا حَدِّثْنَا يَا زَيْدُ مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ يَا ابْنَ أَخِي وَاللَّهِ لَقَدْ كَبِرَتْ سِنِّي وَقَدُمَ عَهْدِي وَنَسِيتُ بَعْضَ الَّذِي كُنْتُ أَعِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ فَمَا حَدَّثْتُكُمْ فَاقْبَلُوا وَمَا لَا فَلَا تُكَلِّفُونِيهِ ثُمَّ قَالَ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ يَوْمًا فِينَا خَطِيبًا بِمَاءٍ يُدْعَى خُمًّا (٢) بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَوَعَظَ وَذَكَّرَ ثُمَّ قَالَ أَمَّا بَعْدُ أَلَا أَيُّهَا النَّاسُ فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ رَسُولُ رَبِّي فَأُجِيبَ وَأَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ (٣) أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اللَّهِ فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ فَخُذُوا كِتَابِ اللَّهِ وَاسْتَمْسِكُوا بِهِ فَحَثَّ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ وَرَغَّبَ فِيهِ ثُمَّ قَالَ وَأَهْلُ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي ثلاثاً فَقَالَ لَهُ حُصَيْنٌ وَمَنْ أَهْلُ بَيْتِهِ يَا زَيْدُ أَلَيْسَ نِسَاؤُهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ قَالَ نِسَاؤُهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَلَكِنْ أَهْلُ بَيْتِهِ مَنْ حُرِمَ الصَّدَقَةَ بَعْدَهُ قَالَ وَمَنْ هُمْ قَالَ هُمْ آلُ عَلِيٍّ وَآلُ عَقِيلٍ وَآلُ جَعْفَرٍ وَآلُ عَبَّاسٍ قَالَ كُلُّ هَؤُلَاءِ حُرِمَ الصَّدَقَةَ؟ قَالَ نَعَمْ. (م ٧/ ١٢٢ - ١٢٣)


= ﴿يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا (٣٢) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (٣٣) وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا﴾، فوقوع آية التطهير بين هذه الآية الصريحة في أن الخطاب موجه إلى نسائه لأكبر دليل على أن أهل البيت هم أزواجه، وأن الخطاب في قوله: (ويطهركم) إنما هو إلى نسائه أيضاً.
ولكل ذلك لا يمنع أن يدخل فيها علي وفاطمة وولداهما بحكم كونهم فعلا من أهل بيته ، وهو ما دل عليه هذا الحديث الصحيح، فكأنه يعلمنا به أن معنى الآية أوسع مما دل عليه السياق، ذلك من البيان المأمور به في مثل قوله تعالى: (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم).
إذا عرف هذا، فآية التطهير من حيث شمولها لأكثر مما دل عليه السياق كآية سورة التوبة: ﴿لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا﴾ فإن سياقها وسبب نزولها يدلان على أن المسجد إنما هو مسجد قباء الذي كان يصلي فيه الأنصار، وفي ذلك أحاديث خرجت بعضها في "صحيح أبي داود" (رقم ٣٤) وقد مضى في الحديث (٧٩١) أن النبي سئل عن المسجد الذي أسس على التقوى فأجاب بأنه مسجده الذي في المدينة. فبين أن آية التوبة شمل مسجده أيضاً لكونه كمسجد قباء في أنه أسس على التقوى. فقد بينت السنة أن كلا من الآيتين أعم مما دل عليه سياقهما. فلا يجوز رد ما دلت عليه السنة بدليل السياق، ولا رد دلالة السياق بالسنة كما فعلت الشيعة في آية التطهير، حيث أخرجوا منها أزواجه . والخطاب موجه إليهن أصالة كما عرفت، وكما فعل بعض أهل السنة في مسجد التقوى فخصوه بمسجده دون مسجد قباء!!
(١) في الأصل (حبان) بالباء الموحدة وهو خطأ والتصويب من "مسلم" وكتب الرجال.
(٢) هو اسم لغيضة على ثلاثة أميال من (الجحفة) عندها غدير مشهور يضاف إلى الغيضة فيقال "غدير خم". قلت: ثم عرف بعد هذا الحديث بجديث "غدير خم"، وألصقت الشيعة به ما ليس منه، وزعموا أن النبي أوصى فيه بالخلافة والوصاية لعلي من بعده ، وذلك من خرافاتهم وأكاذيبهم الكثيرة، ولو صح ذلك لكان أصحاب النبي صلى الله الله عليه وسلم وفيهم علي كلهم مخالفين لوصيته ، لأنهم أجمعوا على مبايعة أبي بكر الصديق ، ومحال أن يجتمعوا على ضلالة وتزداد مخالفة علي على بقية الخلفاء الأربعة، لكونه بايع عمر أيضاً بها، ثم عثمان!!
(٣) سميا ثقلين لعظمهما وكبير شأنهما.