هو ما يتعلق بشخص المسيح عليه السلام، ولنسارع في بيان اعتقادهم في المسيح بإيجاز، ثم بعد ذلك نبين الأدوار التاريخية التي مرت بتاريخ المسيحيين. ومحاولين ما استطعنا أن نبين مصادر هذه الاعتقادات التي تتعلق بالمسيح، ثم بقوانينهم الكنسية.
يعتقد المسيحيون أن الله سبحانه وتعالى أوصى آدم بألا يأكل من الشجرة، فأكل منها بإغواء إبليس، فاستحق هو وذريته العذاب، ولكن الله سبحانه وتعالى رحمة منه بعبادة جسد كلمته، وهي ابنه الأزلي تجسداً ظاهراً، ورضي بموته على الصليب، وهو غير مستحق لذلك، لكي يكون ذلك فداء الخطيئة الأولى، ولم يكن في استطاعة أحد أن يقوم بذلك الفداء سوى ابن الله وابن الإنسان معاً، وكان ذلك الابن، وهذا الفداء هو المسيح عيسى ولد مريم العذراء.
أرسل الله إليها ملاكه جبريل، وبشرها بأن المسيح مخلص الدنيا يولد منها، وإن الروح القدس يحل فيها، فتلد الكلمة الأزلية، وتصر والدة الإله. وقد ولد ببيت لحم، إذ كان قد ذهب إليها يوسف النجار خطيب مريم الذي لم يتركها بعد أن حملت: لرؤيا رآها في منامه تمنعه من ذلك، لأن بيت لحم بلده، فذهب إليها ومعه مريم ليقيد اسمه في الإحصاء العام الذي أمر به الرومان.
ولد المسيح في خان قد نزل فيه يوسف ومريم، ولفقرهما لم يجدا مأوى لهما في الخان سوى مكان الدواب. ولقد قمطته وأضجعته في مذود البقر.
وفي ليلة ميلاده ظهر ملاك لجماعة من الرعاة كانوا يحرسون قطعانهم فيلا الحقول المجاورة لبيت لحم، فرأوا بفتة جمهورا من الملائكة مسبحين قائلين "المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرة" فترك الرعاة القطعان، وذهبوا إلى المكان الذي دلهم عليه الملائكة، فرأوا الطفل في المذود،.... وهو يمجدون الله، ويسبحونه على كل ما سمعوه ورأوا، كما قيل لهم.
وقد ختن المسيح لما مرت ثمانية أيام من وقت ولادته، وسمى يسوع. أي المخلص في زعمهم كما سكاه الملاك عند التبشير به.