للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولقد حدث بعد ولادته بأيام أن وفد إلى أورشليم جماعة من حكماء المجوس وعلمائهم، قالوا إنه لاح لهم في السماء نجم عرفوا من مرآه بما أوتوا من علمهم وما عندهم من آثار ونبوات إنه نجم مولود جديد هو ملك اليهود المنبأ به فعزموا على الرحيل إليه، ليسجدوا له، وحملوا معهم هدايا من الذهب واللبان والمر. وكانوا في مسيرهم يسيرون والنجم الذي رأوه يهديهم إلى الطريق هم ومن معهم من خدم، حتى جاءوا إلى المدينة، وسألوا عن مكان الملك المولود، فلما علم هيرودس ملك اليهود بأمرهم دعاهم إليه، واستطلع طلعهم، وتعرف أمرهم فقصوا عليه قصصهم وما ابتعثهم إلى الضرب في الأرض. والمجيء إلى أورشليم، فسرى إلى نفسه الخوف على ملكه من هذا الوليد، ثم دعا إليه كهنة اليهود وكتبتهم، وسألهم أين يولد المسيح، فقالوا: في بيت لحم اليهودية حسب النبوءات قتال المجوس. اذهبوا إلى بيت لحم، ومتى وجدتم الصبي فأخبروني لأسجد له، قال ذلك، وأخفى في نفسه أمراً لم يبده، فذهبوا والنجم يتقدمهم، ووجدوا الصبي يسوع وأمه، فسجدوا له، وقدموا هداياهم، وفي هذا الوقت ظهر ملاك الرب في الحلم ليوسف، وقال له قم وخذ الصبي وأمه، وأهرب إلى مصر، لأن هيرودس يطلب الصبي ليقتله، ففعل كما أمر، وخرجت الأسرة المقدسة إلى مصر وسافر المجوس إلى بلادهم من غير أن يعرجوا على هيرودس لأنهم نهوا عن العودة إليه بوحي أوحى إليهم في حلم، فأخذه الغيظ، واندفع فأمر بقتل جميع أطفال بيت لحم والبلاد التي تجاوره ممن لا يتجاوز سنة سنتين. زاعماً أن يسوع لابد أن يكون أحدهم.

رحلت الأسرة المقدسة إلى مصر ونزلوا حيث يوجد الدير المحرق، كما يعتقدون، وبعد أن قاموا بضعة أشهر واعتزموا الرحيل، لأن ملك الرب ظهر ليوسف في الحلم، وقال له: قم وخذ الصبي وأمه وعد إلى اليهودية، لأن هيرودوس الذي كان يطلب نفس الصبي قد مات، فقاموا واتجهوا إلى فلسطين، ومروا في طريقهم بالمطرية، واستظلوا بشجرة هناك تسمى شجرة العذراء. وفي بعض الآثار إنه لما دخلت مريم وابنها يوسف أرض مصر، انكفأت أصنامها وتحطمت، وكان ذلك إتماماً لنبوة أشعياء القائلة، "هو ذا الرب راكب على سحابة وقادم إلى مصر، فترتجف أوثان مصر من وجهه، ويذوب قلب مصر داخلها" سفر أشعياء - ١٩: ١.

<<  <   >  >>