وأنا في حكاية بدايته ونهايته نعتمد على المصادر المسيحية وحدها، كسنتنا فيما أسلفنا من القول، حتى لا نتزيد عليهم، ولكي نعرض الرجل كما هو عندهم.
في سفر أعمال الرسل تفصيل لحياة بولس، وقد أخذت أعماله من ذلك السفر الشطر الأكبر. وقد جاء فيه أن مولده كان في طرسوس، وتربى في أورشليم، واسمه الأصلي شاول. وهذا نص الفقرة الثالثة من الإصحاح الثاني والعشرين حكاية عنه:"أنا رجل يهودي ولدت في طرسوس كيليكة، ولكن ربيت في هذه المدينة"(أورشليم) .
ولقد جاء إنه من الفريسيين الذين يقولون أن هناك قيامة يشاركون فيها ملك المسحي في الدنيا، فقد جاء في الإصحاح الثالث والعشرين:"ولما علم بولس أن قسماً منهم صدوقيون، والآخرون فريسيون" صرح في المجمع: "أيها الرجل الأخوة، أنا فريسي ابن فريسي على رجاء قيامة الأموات, أنا أحاكم".
ونجد كتاب المسيحية متفقين على إنه من اليهود، ولكن جاء في سفر أعمال الرسل أيضاً ما يدل على إنه روماني، ففي آخر الإصحاح الثاني والعشرين منه ما نصه:"فلما مدوه للسياط قال بولس لقائد المائة الواقف: أيجوز لكم أن تجلدوا إنساناً رومانياً غير مقضي عليه، فإذ سمع قائد المائة ذهب إلى الأمير وأخبره قائلاً: أنظر ما أنت مزمع أن تفعل، لأن هذا الرجل روماني. فجاء وقال له: قل لي أنت روماني؟ فقال نعم. فأجب الأمير: أما أنا فبمبلغ كبير اقتنين هذه الرعوية، فقال بولس: أما أنا فقد ولدت فيها. وللوقت تنحى عنه الذين كانوا مزمعين أن يفحصوه، واختشى الأمير لما علم إنه رماني، لأنه قيده".
وهذان بلا ريب نصان متعارضان، لعل أرجحهما إنه يهودي، لأنه ذكر إنه روماني عندما رأى أن جسمه سيكوى بالسياط. فأعمل الحيلة، عساه يجد مخرجاً، فأدعى إنه روماني لينجو جلده، وقد تم له ما أراد بتلك الحيلة التي احتلها في انتسابه، وأصر عليها عندما روجع فيها.
ولكن لو اتخذنا من قرائن الأحوال دليلاً على كذب ادعائه الرومانية،