وإنه قالها خلاصاً واحتيالاً لورد مثل ذلك عندما قال إنه يهودي، لأنه كان يخاطب جمعاً يهودياً عمل للقبض عليه.
ولقد صرح في سفر الأعمال إنه قال إنه فريسي ليوقع الخلاف بين الصدوقيين والفريسيين، فقد جاء فيه عند ذكر إقراره بأنه فريسي. ولما علم بولس أن قسما منهم صدوقيون والآخر فريسيون، إلخ. فهو ما صرح بهذا التصريح إلا ليوقع الفرقة بينهم، وينجو من كيدهم بتدبير فريق منهم.
وقد تم له بعض ما أراد، فاختلفوا وجرى بينهم نزاع شديد كما دلت على ذلك الفقرات التي ذكرت من بعد في الإصحاح الثالث والعشرين من سفر الأعمال، وإذن فلا نستطيع أن نستبين جنسه من هذا على وجه تطمئن إليه النفس.
٤٩- ومهما يكن من أمر جنسه، فقد كان بولس هذا في صدر حياته من أشد أعداء المسيحية، وأبلغهم كيداً لها، وأكثرهم إمعاناً في أذى معتنقيها، كما يدل على ذلك ما جاء في سفر الأعمال في مواضع كثيرة منه.
ففي الإصحاح الثامن منه:"وحدث في ذلك اليوم اضطهاد عظيم على الكنيسة التي في أورشليم، فتشتت الجميع في كور اليهودية والسامرة ما عدا الرسل، وحمل رجال أتقياء استفانوس، وعملوا عليه مناحة عظيمة، وأما شاول فكان يسطو على الكنيسة وهو يدخل البيوت، ويجر رجالاً ونساء، ويسلمهم إلى السجن".
وجاء في أول الإصحاح التاسع:"أما شاول فكان لم يزل ينفث تهدداً وقتلاً على تلاميذ الرب فتقدم إلى رئيس الكهنة وطلب منه رسائل إلى دمشق إلى الجماعات حتى إذا وجد أناساًَ في الطريق رجالا أو نساء يسوقهم موثقين إلى أورشليم".
ويجئ في ذلك السفر أيضاً اعترافه الصريح بذلك الماضي في مواضع متعددة أيضاً.
فمنها ما جاه في الإصحاح الثاني والعشرين مخاطباً اليهود: "كنت