للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

((المعتمد)) (١) , وهذا في سكوت سائر العلماء عن النّكير على المفتي, فكيف بسكوت ركن الإسلام من عصابة التّابعين, ونبلاء سادات المسلمين [الذين] (٢) هم من خير القرون بنصّ سيّد المرسلين, فقد كان الإمام أبو حنيفة معاصراً لذلك الطّراز الأوّل كما سيأتي, وقد تطابق الفريقان من أهل السّنّة والاعتزال, على التّعظيم لأبي حنيفة والإجلال؛ أمّا أهل السّنّة: فذلك أظهر من الشّمس, وأوضح من أن يدخل فيه اللبس.

وليس يصحّ في الأفهام شيء ... إذا احتاج النّهار إلى دليل (٣)

وأمّا المعتزلة: فقد تشرّفوا (٤) بالانتساب إليه, والتّعويل في التّقليد عليه, كأبي عليّ, وولده أبي هاشم من متقدّميهم, وأبي (٥) الحسين البصري, والزّمخشريّ من متأخّريهم (٦) , وهم وإن قدّرنا دعواهم الاجتهاد, والخروج من التّقليد, فذلك إنّما كان بعد طلبهم العلم وطول المدّة, وهم قبل ذلك وفي خلال ذلك معترفون باتباع


(١) (٢/ ٩٣٩).
(٢) في (أ): ((أين))! , وفي (س): ((ومن)) , المثبت من (ي).
(٣) البيت في (س):
وليس يصحّ في الأذهان شيء ... متى احتاج النّهار إلى دليل
والبيت للمتنبي, ((ديوانه)): (٣/ ٩٢) مع الشرح المنسوب للعكبري.
(٤) في (س): ((تشرف أكثرهم)).
(٥) في (أ): ((أبو)).
(٦) في هامش (أ) و (ي):
((بل قيل أكثر من هذا, وأنّ كلّ معتزلي حنفي إلا قاضي القضاة. تمت)) مولانا أحمد بن عبد الله.