للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أقواله, وبعد ذلك لم يستنكفوا من الانتساب إلى اسمه والمتابعة في المعارف لرسمه, وفي كلام علاّمتهم الزّمخشريّ: ((وتّد الله الأرض بالأعلام المنيفة, كما وطّد الحنيفيّة بعلوم أبي حنيفة. الأئمة الجلّة الحنفية, أزمّة الملّة الحنيفيّة, الجود والحلم حاتميّ وأحنفيّ, والدّين والعلم حنيفيّ وحنفيّ)) (١).

وقد عقد الحاكم أبو سعد (٢) فصلاً في فضل أبي حنيفة, وعلمه ذكره في كتابه ((سفينة العلوم)) (٣) , وقد أطبق أهل التّاريخ على تعظيمه, وأفرد بعضهم سيرته - رضي الله عنه - في كتاب سمّاه ((شقائق النّعمان في مناقب النّعمان)) (٤): ولو كان الإمام أبو حنيفة جاهلاً ومن حلية العلم عاطلاً ما تطابقت جبال العلم من الحنفيّة على الاشتغال بمذاهبه, كالقاضي أبي يوسف, ومحمّد بن الحسن الشّيبانيّ, والطّحاويّ, وأبي (٥) الحسن الكرخيّ, وأمثالهم وأضعافهم, فعلماء الطّائفة الحنفيّة في الهند, والشّام, ومصر, واليمن, والجزيرة, والحرمين, والعراقين منذ مئة وخمسين من الهجرة إلى هذا التاريخ يزيد على ستمائة سنة, فهم ألوف لا ينحصرون, وعوالم لا يحصون


(١) انظر نحوه في ((أطوال الذهب)): (ص/٥١).
(٢) في (س): ((سعيد))!.
(٣) قال الزركلي في ((الأعلام)): (٥/ ٢٨٩): ((مخطوط في التاريخ, إلى زمانه, أربعة مجلدات كبار)) اهـ.
(٤) من تأليف جار الله الزمخشري (٥٣٨) , ذكره في ((كشف الظّنون)): (ص/١٠٥٦) , وسمّاه: ((شقائق النّعمان في حقائق النّعمان)).
(٥) في (أ) و (ي): ((أبو)).