للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد صدق هذا القائل الفاسق في المديح, وتقريظ هذا السّيّد الذبيح, ولقي الله بفعله القبيح. وأمر [عبيد] (١) الله بن زياد من قوّر (٢) رأس الحسين حتّى ينصب في الرّمح, فتحاماه النّاس حتّى قام طارق بن المبارك, فأجابه إلى ذلك, وفعله ونادى في النّاس وجمعهم في المسجد الجامع, وصعد المنبر, وخطب خطبة لا يحلّ ذكرها, ثمّ دعا عبيد الله (٣) بن زياد زحر بن قيس الجعفي فسلّم إليه رأس الحسين, ورءوس أهله وأصحابه, فحملها حتّى قدموا دمشق, وخطب زحر خطبة فيها كذب وزور, ثمّ أحضر الرّأس فوضعه بين يدي يزيد, فتكلّم بكلام قبيح قد ذكره الحاكم, والبيهقيّ وغير واحد من أشياخ أهل النّقل بطريق ضعيف وصحيح, وقد ذكر ذلك كلّه أخطب الخطباء ضياء الدّين أبو المؤيّد موفّق الدّين بن أحمد الخوارزمي (٤) في تأليفه في مقتل الحسين - عليه السلام - وهو عندي في مجلّدين (٥).


(١) في (أ) و (س): ((عبد الله))! والتصويب من (ي).
(٢) أي: قطعه من وسطه, خرقاً مستديراً. ((القاموس)): (ص/٦٠٠).
(٣) في (س): ((عبد الله))!.
(٤) هو: الموفّق بن أحمد المكي الخوارزمي الحنفي, كان فقيهاً أدبياً شاعراً, إلا أنّه ليس من أهل العلم بالحديث, فإنّه -كما يقول شيخ الإسلام-: ((من أروى الناس للمكذوبات)) ت (٥٦٨هـ).
انظر: ((إنباء الرواة)): (٣/ ٣٣٢) , و ((الفوائد البهية)): (ص/٢١٨) , و ((منهاج السنة)): (٥/ ٤١) و (٧/ ٦٢, ٦٣, ٣٥٥).
(٥) منه نسخة في الجامع الكبير بصنعاء. انظر: ((الفهرس)): (ص/١٢١).