للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على صورة كبش يوم القيامة/فيذبح)) (١) فمن لم يكن له أنس بعلم العقل لم يقطع باستحالة ظاهر هذا, فربما أجراه على ظاهره, وربّما توقّف في معناه, وأمّا أهل الكلام فظاهره محال (٢) عندهم فيجب تأويله؛ لأنّ الموت عندهم إمّا عرض أو عدم عرض, وكلّ ذلك لا يصح أن ينقلب حيواناً وإنّما تاويله عندهم: أن ذلك يخيل إلى أهل الجنّة كما يخيّل إلى النّائم أشياء لا حقيقة لها, أو يضرب ذكر ذلك مثلاً لثقتهم بالخلود, وأمانيهم من الموت كما يجري مثل ذلك في ألسنة البلغاء, ومن ذلك قول شيخ التّصوّف ابن الفارض نفع الله به (٣):

وقالوا جرت حمرّا دموعك قلت عن ... أمور جرت في كثرة الشّوق قلّت

نحرت لطيف السّهد في جفني الكرى ... قرى فجرى دمعي دمّا فوق وجنتي (٤)

والخطر في تأويل مثل هذا والتّوقّف فيه يسير, ولكن قد يعرض من بعض المتكلّمين سخرية واستهانة [بمن] (٥) خالفهم في تأويل هذا


(١) أخرجه البخاري ((الفتح)): (٨/ ٢٨٢) , ومسلم برقم (٢٨٤٩) , من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -.
(٢) تحرّفت في (س) إلى ((مخالف)).
(٣) في هامش (ي) ما نصّه:
((المصنّف -رحمه الله- محسن الظّنّ بشيخ التصوف ابن الفارض, وكأنّه ما اطّلع على عقيدته! وهو من أهل وحدة الوجود الذي عابهم المصنّف في ((الإيثار)).

قال الذّهبي في ترجمته: ينعق بالاتحاد في أشعاره وانظره في ((العلم)) تمت شيخنا)).
(٤) ((ديوانه)): (ص/١١٢).
(٥) في (أ): ((لمن)).