للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأربعة وأتباعهم.

قلت: وهو قول الزّيدية (١) , بل (٢) مذهب الزّيدية أنّ السّجدات خمس عشرة على ما روى عمرو بن العاص وهو مذهب أحمد ابن حنبل وغيره من أهل العلم, إلا أنّ الفقيه جمال الدين الرّيمي ذكر في كتابه ((عمدة الأمّة في إجماع الأئمة)) (٣): أنّ الإجماع لم ينعقد على عشر سجدات وإنّما انعقد على أربع, والصّواب قبول رواية ابن حزم فإنّه ثقة مُطّلع, ووجود الخلاف الشّاذّ لا يقدح في رواية ثقات العلماء في الإجماع؛ لأنّه يمكن أنّهم ادّعوا إجماع أهل عصر من الأعصار, وأنّ ذلك الخلاف تقدّم الإجماع أو تأخّر عنه ممّن لم يصحّ له الإجماع.

وأمّا حديث أبي الدّرداء في سجوده مع النّبي - صلى الله عليه وسلم - إحدى عشرة سجدة فقد رواه أبو داود والتّرمذي (٤) , ولكن قال أبو داود: ((إسناده واهٍ)).


(١) ((البحر الزخار)): (١/ ٣٤٢).
(٢) في (س): ((فإنّ)).
(٣) منه نسخة في الجامع الكبير برقم (٢٣٥٥؛ فقه) , وأخرى في مكتبة عبد الله بن إسماعيل غمضان الخاصة. انظر: ((فهرس مخطوطات المكتبات الخاصة باليمن)): (ص/٥١) للحِبشي. وهذه النسخة عليها تعاليق بخط العلامة ابن الوزير -رحمه الله-.
(٤) ذكره أبو داود: (٢/ ١٢٠) , ولم يسقه بالإسناد, والترمذي: (٢/ ٤٥٧) , وأشار إلى ضعفه.